الميتافيرس ودوره في تعزيز القيمة في قطاع التنقل

| مقالة

ملاحظة: إننا نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على جميع التفاصيل الدقيقة عند ترجمة المقالة الإنجليزية الأصلية، ونعتذر عن أي جزئية مفقودة في الترجمة قد تلاحظونها من حين لآخر نرحب بتعليقاتكم على البريد الالكتروني التالي: reader_input@mckinsey.com

تمثل قيادة السيارة تجربة مادية بحتة؛ بدءًا من توجيه المقود وضغط دواسة الوقود وحتى الشعور بتوقف السيارة المفاجئ. ويمكن أن يحمل المستقبل يومًا ما تجربة قيادة مشابهة من خلال عالم الميتافيرس، النسخة التالية من عالم الإنترنت التي تتيح للجميع دخول عالم افتراضي يحاكي الواقع بدقة.

يتطلب إنشاء عالم الميتافيرس المتكامل مدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات كحد أدنى، غير أنه يمكن للجهات المعنية في قطاع التنقل اليوم تحقيق قيمة تجارية مجزية من النماذج الأولية من الميتافيرس. وتعتمد تقنيات التجسيد المبكرة على الحوسبة المكانية والواقع الموسع، وهو تعريف يشمل الواقع المعزز والواقع الافتراضي والواقع المختلط. وساهمت النسخة الأولية من عالم الميتافيرس في تحسين المبيعات والعمليات في قطاع التنقل، حيث بدأ العديد من مصنعي القطع الأصلية وباقي الجهات الفعالة بإطلاق مبادرات في عالم الميتافيرس لاستكشاف منافعه لمجالات أعمالهم الرئيسية.

وتتناول هذه المقالة كيف يمكن لبعض التقنيات المتاحة اليوم أو في المستقبل القريب أن تساعد على توسيع مصادر الإيرادات وتنويعها في قطاع التنقل، وتعزيز ولاء العملاء للعلامة التجارية، والارتقاء بتجارب العملاء، وتحسين الإنتاجية. (للحصول على نظرة شاملة حول التقنيات الحالية والمستقبلية، يرجى الاطلاع على العمود الجانبي "تبرز العديد من استخدامات تقنيات الميتافيرس في سلسلة القيم في قطاع التنقل"). ويبقى السؤال حول قدرة مصنعي المعدات الأصلية مستقبلًا على زيادة الوعي بعلاماتهم التجارية باستخدام تطبيقات تتيح لمشتري السيارات المحتملين المشاركة في سباقات افتراضية تحاكي الواقع بدرجة كبيرة، أو هل يمكن للخبراء التقنيين توفير خدمات إصلاح مريحة في المنزل باستخدام توائم افتراضية للمحركات؟ يمكن أن نشهد تحقق هذه التجارب في حال استمرار تطور عالم الميتافيرس. ولكن حتى قبل توافر تجارب متكاملة، ما يزال بإمكان مصنعي المعدات الأصلية تحقيق استفادة كبيرة من أدوات الميتافيرس ومفاهيمه.

إطلاق التجارب الافتراضية: تجارب العملاء في عالم الميتافيرس

المزيد من الرؤى والتقارير من ماكنزي باللغة العربية

للمزيد من الرؤى والتقارير من ماكنزي باللغة العربية شاهد مجموعة المقالات الخاصة بنا باللغة العربية، واشترك في النشرة الإخبارية العربية الشهرية

تصفح المجموعة

كشف استبيان حول المستهلكين أجرته ماكنزي مؤخرًا عن تفضيل 59% من المشاركين إجراء نشاط واحد يوميًا على الأقل، مثل التواصل الاجتماعي أو التسوق أو الرياضة أو التعليم، في العالم الافتراضي بدلًا من أرض الواقع. وأشار استبيان آخر إلى حالة الترقب الكبيرة حول مستقبل الميتافيرس لدى مختلف الشرائح السكانية من الجنسين ومن جميع المناطق والأعمار.

وكما هو الحال بالنسبة للتطورات الأخيرة، تبشر هذه النتائج بتوسع نطاق استخدام التجارب والتقنيات المرتبطة بعالم الميتافيرس خلال السنوات القليلة القادمة. فعلى سبيل المثال، من المتوقع ارتفاع القيمة السوقية لأجهزة الواقع الموسع بمقدار عشرة أضعاف تقريبًا، من 28 مليار دولار أمريكي في عام 2021 إلى أكثر من 250 مليار دولار أمريكي في عام 2028.

صالة عرض في الميتافيرس: الوصول بمنتهى السهولة

يحرص مشترو السيارات المحتملون اليوم على إجراء الأبحاث اللازمة عبر الإنترنت قبل الشراء، ما يفسر إلى حدٍ ما سبب زيارة المستهلكين في الولايات المتحدة وكيلين اثنين فقط قبل الشراء في عام 2017 مقارنةً مع خمسة وكلاء في عام 2007. وساهمت أزمة كوفيد-19 في الحد من فرص إيجاد المشترين المحتملين ما يبحثون عنه بين السيارات المعروضة للبيع نتيجة اضطرابات سلسلة التوريد. ويمكن لمصنعي المعدات الأصلية تعويض النقص في المخزون باستخدام تجارب افتراضية غامرة لمساعدة المشترين المحتملين على تصور وتحديد مزايا سياراتهم المرغوبة.

وتتخطى هذه التقنيات المواقع الإلكترونية التي تسمح للمستخدمين باستعراض مزايا السيارة أو خيارات التخصيص. وعلى سبيل المثال، توفر منصة ''RelayCars'' تطبيقًا للهاتف المحمول يتيح للمستخدمين استعراض آلاف السيارات من خلال عناصر مرئية ثلاثية الأبعاد مدعومة بالذكاء المعزز. ولكن حتى مع الأدوات الرقمية الأكثر تطورًا، لا شك أن مشتري السيارات النموذجيين سيطلبون رؤية السيارات على أرض الواقع قبل شرائها؛ فحتى أفضل الصور على الإنترنت قد لا توفر الوضوح والتفاصيل التي يحتاجها المشترون.

وبعيدًا عن المبيعات، يوفر عدد من مصنعي المعدات الأصلية عوالم رقمية تتيح للمشترين التفاعل مع مجتمع العلامة التجارية، بدلًا من توفير محاكاة لتجارب القيادة والشراء الفعلية. وافتتحت شركة "أكورا"، على سبيل المثال، صالة عرض افتراضية على منصة الواقع الافتراضي "ديسنترالاند" لتعريف العملاء بالنموذج التجريبي لسيارة "إنتجيرا" 2023. ويمكن للراغبين بشراء السيارات التجول في الوكالة والمشاركة في تجارب تفاعلية، بما في ذلك سباق السيارات الافتراضي. وحظي أول 500 عميل حجزوا سيارة "أكورا إنتيجرا" 2023 بفرصة الحصول على رمز غير قابل للاستبدال (NFT) خاص بالسيارة. وأنشأت "سكودا" بدورها تجربة سمتها "سكودافيرس"، والتي تتيح للمستخدمين إجراء اختبارات قيادة مماثلة للألعاب الإلكترونية، أو زيارة معرض الرموز غير القابلة للاستبدال واستعراض مختلف الأعمال الفنية.

هل ترغب بمعرفة المزيد حول مركز ماكنزي لمستقبل التنقل؟

وبدأت الجهات الفاعلة في قطاع التنقل بإنشاء صور رمزية تؤدي دور موظفي المبيعات ومشاهير التواصل الاجتماعي وسفراء العلامات التجارية. استخدمت "بورشيه" مثلًا سفراء افتراضيين للعلامة في الصين لاستقطاب العملاء من الشباب.

إنشاء تجربة الميتافيرس المستقبلية. يمكن أن تتطور هذه التجارب المبكرة للربط بين العالمين الافتراضي والواقعي إلى تجارب أكثر تكاملًا. وبفضل التحسينات على تقنيات الواقع الموسع، وظهور الأجهزة المستجيبة للمس التي تحاكي شعور اللمس، يمكن للعملاء اختبار نسخة شديدة الواقعية للسيارات، مثل فتح الباب والشعور بالمقاعد والانطلاق بسرعة على الطرقات السريعة، كما في السيارات الحقيقة.

ويُرجح أن تظهر تجارب الشراء الافتراضية المتقدمة في وكالات السيارات أو المعارض التجارية أولًا قبل منازل العملاء، لأن مصنعي المعدات الأصلية أكثر قابلية لشراء الأجهزة باهظة الثمن اللازمة لتمكين هذا النوع من تجارب العالم الافتراضي المتكاملة (الشكل 1). وستصبح التجارب الافتراضية متوفرة بسهولة في منازل العملاء مع تزايد اعتمادهم على أجهزة الواقع الموسع. ومن خلال توفر مزيد من أجهزة استشعار الجسم المتقدمة وغيرها من التقنيات، يمكن للعملاء إجراء تجارب قيادة عالية الواقعية تحاكي أنشطة متنوعة، بما في ذلك القيادة وسط سيارات أخرى أو ركن السيارة داخل الكراج.

The metaverse: Driving value in the mobility sector

وعلى صعيد التسويق، يمكن لهؤلاء المصنعين تحسين تفاعل المستهلكين من خلال إنشاء تجارب عملاء عالية التميز لا يمكن توفيرها على أرض الواقع، مثل استضافة فعالية إطلاق في غابة افتراضية لتسليط الضوء على استخدام المواد المستدامة، أو السماح للمستهلكين بقيادة سياراتهم الجديدة في سباقات افتراضية لإبراز إرث علامات السيارات الرياضية. (لمزيد من المعلومات حول استخدام هذه الأدوات، يُرجى الاطلاع على العمود الجانبي "مزايا التسويق والمبيعات في عالم الميتافيرس").

السيارة كمسرح منزلي: تحسين خيارات نظام المعلومات والترفيه ومزايا الترفيه ومساعدة السائق

قام عدد من مصنعي المعدات الأصلية بإنشاء تطبيقات مساعدة السائق المعتمدة على أدوات الميتافيرس أو يخططون لإطلاقها. وتوفر غالبية طرازات "مرسيدس-بنز" الجديدة تقنية شاشة العرض الرأسية التي تعرض معلومات رقمية على الزجاج الأمامي للسيارة، مثل السرعة وتوجيهات نظام تحديد المواقع العالمي وإعدادات نظام ضبط السرعة وحالات الازدحام على الطرقات. وتتعاون شركة "هير للتكنولوجيا" مع "يونيتي تكنولوجيز" لإنشاء شاشة لوحة تحكم تتضمن خريطة ثلاثية الأبعاد للسيارات في المنطقة المحيطة. ويمكن للسائقين تحديد موقعهم على الشاشة، حيث تظهر معلومات وإشعارات تنبه السائق بالمنطقة المحيطة أثناء تحرك السيارة.

كما تظهر اليوم حزم جديدة من أنظمة المعلومات والترفيه (الشكل 2). وعلى سبيل المثال، تقوم شركة "هولورايد"، التي تأسست في عام 2018، بإنشاء تجارب متكاملة للسائقين. وتتوفر إحدى هذه الحزم لعملاء شركة "أودي"، وتشمل سماعات الواقع الافتراضي ولعبة تتيح للركاب التنقل وسط مناظر طبيعية ثلاثية الأبعاد. وتنسجم حركة اللعبة مع حركة السيارة، حيث تقترب الأجسام بسرعة أكبر مع زيادة سرعة السيارة.

The metaverse: Driving value in the mobility sector

تطبيقات مستقبلية. قد تتوفر قريبًا أنظمة أكثر تطورًا لمساعدة السائق تعتمد على الواقع الافتراضي، وتفيد في تعزيز مستويات الأمان من خلال توفير بيانات إضافية مثل المعلومات حول مخاطر الطريق القادمة أو حركة المشاة.

كما يمكن لعالم الميتافيرس توفير خيارات ترفيه جديدة ومحسنة مع تطور التقنيات. وعلى سبيل المثال، تصمم شركة "واي راي" سيارة (هولوجراكتور)، المخصصة لسوق طلب سيارات الأجرة، بحيث تتضمن تطبيقات مرتبطة بالميتافيرس لأنظمة مساعدة السائق والترفيه. وتستخدم السيارة أجهزة استشعار وكاميرات لمعالجة البيانات وعرض صور بتقنية الهولوجرام المعتمدة على الواقع المعزز على نوافذ السيارة، فضلًا عن عرض معلومات حول الوجهات القريبة مثل عروض المطاعم والمبيعات في المتاجر. كما تتيح هذه التقنية للركاب استخدام صور الهولوجرام المعتمدة على الواقع المعزز للاستمتاع بالألعاب الإلكترونية.

ويمكن لخيارات المعلومات والترفيه الجديدة إحداث نقلة نوعية في تجارب ركوب السيارات، ولا سيما في حال انتشار المركبات ذاتية القيادة. وبهذه الحالة يمكن أن يذهب الوالدان إلى العمل ويتنقل الأطفال إلى المدرسة بواسطة وسائل النقل التشاركية أو خدمة الحافلات الروبوتية، حيث يمكن للأطفال التفاعل خلال الرحلة مع تطبيقات تعليمية غامرة بينما يخطط الوالدان لوجبة العشاء. كما يستطيع ركاب السيارات ذاتية القيادة أثناء فترات التوقف في الازدحام المروري استخدام أجهزة الواقع الافتراضي لحضور الاجتماعات على الإنترنت. وتشير دراسات ماكنزي إلى احتمال أن تحقق أنظمة الترفيه في السيارات قيمة تتراوح بين 30 - 60 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030

سيارات افتراضية وحلول واقعية: عالم الميتافيرس في مجال التصنيع والصيانة

إلى جانب الارتقاء بالمبيعات وتجربة العملاء، يساهم الميتافيرس في تمكين مصنعي المعدات الأصلية من تحسين تصميم السيارات وإنتاجها وخدماتها.

العودة إلى مرحلة التخطيط: تصميم السيارات بالاعتماد على التقنيات الافتراضية

تبدأ عملية التصميم التقليدية للسيارات عادةً برسومات ثنائية الأبعاد للسيارة، ثم يستخدم مصنعو المعدات الأصلية برنامج تصميم مدعوم بالحاسوب لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد عالية الجودة تستند إلى الرسومات الأصلية. ويحاول بعض هؤلاء المصنعين اليوم الابتعاد عن هذه العملية وتسهيل التصميم والحد من مشاكل الجودة باستخدام أدوات الواقع الموسع. فعلى سبيل المثال، يجرب مصممو شركة "فورد" أداة (جرافيتي سكيتش) لإنشاء تصاميم ثلاثية الأبعاد للسيارات يمكن الاطلاع عليها باستخدام معدات الواقع الموسع.

وبعد أن كانت عملية التصميم في "هيونداي" تستغرق بين أربعة أسابيع إلى شهرين، أحدثت الشركة نقلة نوعية في منهجية التصميم لديها باستخدام برامج التصميم ثلاثي الأبعاد وأدوات الواقع المعزز التي تدعم التعاون. وبعد الوصول إلى التصاميم الأولية المطلوبة، يقوم المصممون بإنشاء نموذج من الطين للسيارة ثم يصممون مقصورتها الداخلية. ويمكن للمصممين ارتداء نظارات الواقع الافتراضي لرؤية السيارات في مختلف البيئات، بدءًا من الصحراء وحتى الطرق الرطبة.

وإضافة إلى تصميم السيارات على الإنترنت، تستخدم شركات السيارات العوالم الافتراضية لتحسين اختبارات السيارات. وعلى سبيل المثال، تقوم منصة "درايف سيم" التابعة (لإنفيديا) بتقييم السيارات ذاتية القيادة عن طريق محاكاة مختلف البيئات، مثل الطرق السريعة والمدن المكتظة، وتختبر أنظمة الإدراك في السيارات وإمكانات اتخاذ القرار ومنطق التحكم. وتقدم المنصة العديد من المزايا، من أبرزها خفض تكاليف الاختبارات والسماح (لإنفيديا) باختبار أداء السيارات ذاتية القيادة في حالات وبيئات متنوعة، والتي يصعب توفيرها أو تقييمها على أرض الواقع.

تطبيقات الميتافيرس المستقبلية. يصعب أحيانًا الموائمة بين تفضيلات الجهات المعنية من ناحية المزايا الجمالية وخواص الديناميكا الهوائية والمواد وغيرها من المزايا، غير أنه بوسع البيئات الافتراضية المتكاملة مساعدة الفرق على حل الخلافات حول متطلبات المنتجات والنتائج وغيرها، من خلال منحهم فرصة إجراء تجارب سريعة باستخدام نماذج افتراضية، بطريقة مماثلة تمامًا لاختبارات المواد والنماذج الحقيقية. ويمكن لفرق العمل دراسة كيفية انعكاس الضوء على مرآة، وتجربة أنظمة الصوت في المقصورة أو رؤية شكل هيكل السيارة قبل تصنيعه.

كما نتوقع أن يتيح عالم الميتافيرس المستقبلي لمصنعي المعدات الأصلية تفعيل مشاركة مشتري السيارات في عملية التطوير، من خلال إقامة الفعاليات التي تتيح للعملاء اختبار نماذج افتراضية. ويساهم ذلك في تقليل المدة اللازمة لإنتاج سيارة وخفض الميزانيات المخصصة لمجموعات التركيز، بما في ذلك المرتبطة بالسيارة ونقل المشاركين. وتمنح هذه التقنيات مصنعي المعدات الأصلية تقييمات مستمرة يمكنهم الاستناد عليها في جهود البحث والتطوير، فضلًا عن تمكينهم من اتخاذ قرارات مستنيرة حول تصاميم الطرازات قيد التطوير. مثلًا، يمكن للمهندسين إنشاء توأم رقمي لسيارة معينة، أي تمثيل السيارة افتراضيًا وفق نموذج يحاكي الواقع، بهدف متابعة أداء السيارة وجمع بيانات فورية تتيح إجراء تحديثات مخصصة على سيارات محددة.

وعلى الرغم من أن النقلة النوعية في تطوير المنتجات الرقمية قد تتطلب استثمارًا بمئات الملايين، نتوقع أن تحقق الشركات زيادة في الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب بنسبة 10 - 12% مع انخفاض الزمن اللازم لطرح المنتجات في السوق بنسبة 50%.

مصانع افتراضية وتحليلات واقعية: إمكانات التوائم الرقمية والتقنيات المتقدمة الأخرى

يستخدم مصنعو المعدات الأصلية التوائم الرقمية الخاصة بالمصانع وخطوط الإنتاج لديهم لتحسين عملية تصنيع السيارات. وتستخدم "BMW" مثلًا منصة "أومنيفيرس" من (إنفيديا) لوضع مخططات مصنع جديد يعمل فيه الموظفون والروبوتات معًا، ويتعاون المهندسون ضمن مساحة افتراضية مشتركة. وتضم المنصة معلومات من مختلف أدوات التصميم والتخطيط لإنشاء صور تحاكي الواقع إلى حد بعيد للمصنع المرتقب. وتهدف العملية إلى إنشاء أنظمة إنتاج معقدة بسرعة ودقة أكبر.

وتساعد التوائم الرقمية على وضع مخطط المصنع وعملياته، فضلًا عن مساعدة مصنعي المعدات الأصلية على إطلاق خطوط تجميع جديدة وإرشاد الخبراء التقنيين في المصنع. كما توفر التوائم الرقمية نظرة شاملة على البرمجيات والأجهزة وعمليات التصنيع والصيانة ذات الصلة. وتشير نماذجنا إلى قدرة التوائم الرقمية على تحسين النتائج بنسبة بين 10% - 25%، مع الحد من عمليات الصيانة غير المخطط لها بنسبة 80% وتعزيز الجودة بنسبة تصل إلى 25%.

ويُرجح أن تحاكي التوائم الرقمية الواقع بدرجة أكبر، مثل أن تصبح جميع المحركات والآلات في المصنع مرتبطة كليًا عن طريق التوأم الرقمي لتوفر تفاصيل حول الأداء بشكل فوري.

الإصلاح والصيانة

يمكن لمصنعي المعدات الأصلية الاستفادة من الميتافيرس لتدريب فنيي إصلاح السيارات وإرشادهم أثناء الإصلاح. وعلى سبيل المثال، اختبرت شركة "دايملر تراكس" في أمريكا الشمالية مؤخرًا برنامجًا تجريبيًا لاستخدام تقنية الواقع المعزز في وكالاتها بهدف توفير تدريب مفصل وإرشاد فنيي الخدمات. وتستخدم "BMW" اليوم أجهزة الواقع الموسع القابلة للارتداء في جميع وكالاتها بالولايات المتحدة. كما تساعد تقنيات الميتافيرس مصنعي المعدات الأصلية على توسيع شبكة خدماتهم من خلال تسهيل تدريب وترخيص الخبراء الفنيين لدى أطراف خارجية وفي مواقع بعيدة، فضلًا عن السماح لهؤلاء بتحسين تفاعلهم مع العملاء طوال دورة حياة السيارة. ويمكن أن تكتسب هذه الميزة أهمية أكبر مستقبلًا نظرًا لتفاقم النقص في الخبراء الفنيين المهرة.

ويتيح التطور التقني للسيارات مستقبلًا جمع وتوفير مزيد من المعلومات خلال دورة حياة السيارة. ويمكن للخبراء الفنيين استخدام هذه الأدوات الجديدة للتحقق من بيانات السيارة، ثم الاتصال بشكل افتراضي مع نموذج افتراضي قائم على الذكاء الاصطناعي للسيارة بهدف التعاون على تحليلها. ويمكن لمصنعي المعدات الأصلية التواصل مع العملاء مباشرةً وإطلاعهم على خطوات الإصلاح لدى حدوث مشكلة بسيطة نسيبًا، إضافة إلى توجيه عملائهم إلى أطراف خارجية لإجراء الإصلاحات. وأشار بحثنا إلى أن استخدام التقنيات الافتراضية في توفير الخدمات يساهم بزيادة الإيرادات بنسبة بين 5% - 10%.

The metaverse: Driving value in the mobility sector

يوفر قطاع التنقل اليوم لمصنعي المعدات الأصلية والجهات الفاعلة الأخرى فرصة لتحقيق قيمة مجزية بالاعتماد على تقنيات الميتافيرس، على الرغم من عدم وصول هذه التقنيات إلى إمكاناتها المتوقعة بعد. ولضمان تحقيق التأثير الأكبر، يمكن للشركات مواءمة أهدافها مع تطبيقات الميتافيرس ومراعاة الاستخدامات المستقبلية، بما يشمل المهارات والمتطلبات الأساسية للمنظومة الافتراضية المعقدة. وربما تحمل بعض التغييرات القادمة بعض الآثار السلبية، حيث يمكن أن يساهم الميتافيرس بالحد من الطلب على السفر ولا سيما بقصد الأعمال، غير أن الفرص المحتملة كفيلة بتعويض هذه التحديات.

Explore a career with us