في عصرنا الحالي، المليء بالأولويات المتضاربة، والاضطرابات، وعدم اليقين المستمر، ندرك أن الابتكار ليس مجرد ميزة إضافية يمكن الحصول عليها عند توافر رأس المال فحسب1 ، بل هو ضرورة ملحة. ونعي أيضًا أن الاختيار الواعي للنمو، مدعومًا بالعقليات السليمة، والخطوات المُحددة لتحسين الأداء، والقدرات المناسبة، يمكن أن يؤدي إلى عوائد قيمة للمساهمين2. لكن، ما هي العلاقة بين الابتكار والنمو، وكيف يؤثر كل منهما على الآخر؟
لتحليل هذا الجانب، ركزنا على دراسة حوالي 650 من الشركات الكبرى التي أظهرت نموًا متميزًا ومربحًا مقارنةً بمعايير صناعتها خلال الفترة من 2016 إلى 2021، وكانت هذه الشركات متفوقة كذلك في الجوانب الرئيسية المتعلقة بالابتكار.3 حققت بعض هذه الشركات أداءً أفضل من شركات مماثلة، بينما كانت هناك شركات أخرى أكثر ابتكارًا من منافسيها. لكن اللافت للنظر هو أن 53 شركة استطاعت الجمع بين هذين الإنجازين معًا. هذه المجموعة، التي نسميها "المتطورون المبتكرون" والتي تضم أكثر من 50 شركة، تمثل تنوعًا كبيرًا وتوزعها يمتد عبر أربع قارات وعشرة قطاعات صناعية. تشتمل هذه المجموعة على كل من العلامات التجارية الضخمة ذات القيم السوقية العالية، وشركات ناشئة أصغر بدأت حديثًا في بناء سمعتها، بعضها لم يمض على تأسيسه أكثر من ثلاث سنوات (انظر الشريط الجانبي بعنوان "مصدر المتطورين المبتكرين").
على الرغم من اختلاف خلفياتها وقطاعات العمل التي تنتمي إليها، تستمر هذه الشركات في تحقيق التفوق في مجالي النمو والابتكار. وتتميز بتبنيها لمجموعة من الاستراتيجيات المتميزة والممارسات الفعالة التي يمكن للشركات الأخرى الاستفادة منها كمصادر إلهام وتعلم.
المزيد من الرؤى والتقارير من ماكنزي باللغة العربية
شاهد مجموعة المقالات الخاصة بنا باللغة العربية، واشترك في النشرة الإخبارية العربية الشهرية
هل أداء المتطورين المبتكرين أفضل من غيرهم؟
باختصار، الإجابة هي نعم
حقق معظم المتطورين المبتكرين في دراستنا عوائد إجمالية للمساهمين تفوق متوسط عوائد الصناعة في الفترة بين 2012 و2022 (كما يُظهر الشكل 1). كان العائد السنوي الإضافي للمساهمين في هذه الشركات، التي يزيد عددها عن 50 شركة، أعلى بـ 11 نقطة مئوية من متوسط شركات مؤشر Global 2000. بالإضافة إلى ذلك، كان ثلثا المتطورين المبتكرين ضمن الخمس شركات الأعلى في منحنى قوة الربح الاقتصادي، وهو مؤشر يعكس توزيع الربح الاقتصادي لشركات Global 20004 إن تواجدهم على قمة المنحنى يتوافق مع الأبحاث التي أجرتها ماكنزي والتي توضح أهمية القيام بخطوات ابتكارية كبيرة للتفوق في السوق، مثل عمليات الاندماج والاستحواذ، إعادة التخصيص الفعال للموارد، والتميز في تحسين المنتجات والعمليات. ويشير البحث إلى أن عدم اتخاذ أي خطوات يعد استراتيجية محفوفة بالمخاطر، ويمكن أن يؤدي إلى التباطؤ والأداء الضعيف.
ما الذي يميز المتطورين المبتكرين؟
إن الأرقام تتحدث عن نفسها والأدلة واضحة، وعندما قمنا بتحليل كيف استطاع "المتطورون المبتكرون" الوصول إلى هذا المستوى المتقدم من الأداء، لاحظنا أن كل واحد منهم يتقن ببراعة الأسس الثمانية للابتكار. هذه الأسس، كما بينت أبحاثنا السابقة، لها علاقة وثيقة بتحقيق أداء مالي مميز.
بشكل محدد، يجعل هؤلاء المتطورين المبتكرين الابتكار جزءً أساسيًا ووثيقًا ضمن تطلعاتهم الاستراتيجية ككل. فهم يقومون بتعزيز مسارات النمو الرئيسية في أنشطتهم التجارية الأساسية ويدخلون فقط إلى الأسواق المجاورة حيث لديهم ميزة تنافسية قوية. ويسعون للتميز في التنفيذ ويستثمرون في تطوير القدرات الأساسية للابتكار. كما يستخدمون عمليات الاندماج والاستحواذ، خصوصًا تلك التي تتم بشكل متكرر، لتوسيع نطاق ابتكاراتهم.
الطموح: علاقة الابتكار بتطلعات النمو
بحسب دراساتنا، يضع المتطورون المبتكرون عملية الابتكار في صميم استراتيجياتهم وخططهم المالية، مما يُظهر أهميتها في تطور وصحة المؤسسة. على سبيل المثال، عندما نراجع حديثهم عن الأرباح، نجدهم يتحدثون عن الابتكار أكثر بمرتين من الشركات الأخرى المنافسة5, مشددين على أهميته في خلق نمو مستمر ومربح. ويتوافق هذا مع دراستنا السابقة حول "المتطورون الشجعان" وأهمية تطوير ثقافة الابتكار بين الموظفين.6 يتواصل المتطورون المبتكرون باستمرار مع موظفيهم بشأن التطلعات التي يمكن تحقيقها وكذا الأهداف الواضحة للحد من المخاوف من الفشل والانتقادات والتأثير المهني السلبي التي غالبًا ما تعيق عملية الابتكار. يشارك المتطورون المبتكرون تحديثات التقدم المتكررة وقصص النجاح لإلهام وتحفيز الفرق والمستثمرين. والأكثر من ذلك، أن المتطورين المبتكرين كثيراً ما يعبرون عن التزامهم باستثمار المزيد من الموارد في المواهب والقدرات الرقمية، وهم أكثر احتمالاً بثلاث مرات تقريباً من أقرانهم سريعي النمو ولكن غير المبتكرين لاعتبار جهودهم جزء من عملية تحول شاملة بالمؤسسة.
مع تطلعاتها الرقمية العالية, أقدمت إحدى شركات التجزئة الرائدة والمتطورة لدينا على خطوة نحو التحول الرقمي كمحرك أساسي للابتكار. حرصت هذه الشركة، بنهجها المبتكر، على زيادة مبيعاتها الإلكترونية من خلال تقديم ميزات جديدة. من بينها: تسهيل عملية الدفع عبر الهاتف المحمول، وتطوير تطبيق يدمج تقنية الواقع المعزز، مما يمكن العملاء من تخيل كيف ستبدو منتجات المتجر وهم في منازلهم. أكد الرئيس التنفيذي وفريق الإدارة العليا على أهمية الابتكار كمحور للتحول في العديد من السياقات مثل الاجتماعات الداخلية، ومناقشات الأرباح، والمقابلات الصحفية، والبيانات الصحفية. أوضحت الرسائل التي بعثتها القيادة واستثماراتهم بشكل جلي أهمية الابتكار في تمكين الشركة من التحول والنمو. وقد أتت هذه الجهود بثمارها؛ فمع مرور الوقت وإطلاق هذه الميزات الجديدة، شهدت الشركة زيادة في مبيعاتها الإلكترونية بنسبة 80%، مع تشكيل هذه المبيعات لـ 60% من إجمالي إيراداتها.
التفعيل: تتبع مسارات النمو المتعددة
تكشف دراستنا أن المتطورين المبتكرين يحققون زيادة كبيرة في إيراداتهم، سواء في مجالات أعمالها الرئيسية أو عند توسعها إلى قطاعات جديدة أو مناطق مختلفة. على سبيل المثال، تتمكن هذه الشركات - في أعمالها الأصلية - من مضاعفة نسبة نموها بشكل ملحوظ مقارنة بالشركات الأخرى الناجحة في نفس المجال. وعندما تدخل هذه الشركات المبتكرة إلى قطاعات جديدة أو مناطق مجاورة، يكون نمو إيراداتها على الأقل ضعف ما تحققه الشركات الأخرى، كما يوضح ذلك (الشكل 2).
ينجح المبتكرون في تحقيق هذا النمو من خلال توسيع نطاق أعمالهم نحو مجالات مجاورة تتيح لهم استغلال فرص واضحة لخلق القيمة. وتشمل هذه الفرص النمو المستند إلى العملاء، والنمو المرتكز على القدرات، النمو المستند إلى سلسلة القيمة، أو ابتكار نماذج أعمال جديدة في مجالات مثل التكنولوجيا الرقمية والاستدامة. على سبيل المثال، يكشف التحليل الأخير الذي أجرته شركة ماكنزي أن الشركات الكيميائية التي تركز على منتجات منخفضة الكربون أو تتجه نحو الأسواق التي تدعم الاستدامة، حققت زيادة في عوائد المساهمين تفوق ضعفي معدل النمو في مجال الاستدامة بين عامي 2016 و2021.7
تكشف دراستنا أن المتطورين المبتكرين يميلون إلى الجمع بين عدة استراتيجيات خلق القيمة في أكثر من 70% من المناطق الجديدة التي يتوسعون إليها. حيث يختلف هذا النهج عن أقرانهم الذين يطبقون هذه الاستراتيجيات في أقل من 25% من الحالات. يظهر هؤلاء المتطورين المبتكرين تفضيلًا للنمو في المناطق التي تتماشى مع محافظهم الاستثمارية وتقدم فرصًا واضحة للنجاح. ومن الضروري التأكيد على أهمية تشابه المحافظ الاستثمارية في هذا السياق. مثال على ذلك هو استحواذ شركة جنرال ميلز على شركة بيلسبري، حيث كانت الشركتان تشتركان في العديد من الكفاءات والأصول، مما ساعد شركة جنرال ميلز على خفض تكاليف الشراء، والتصنيع، والتوزيع بشكل كبير، وبالتالي زيادة أرباحها التشغيلية بنسبة تقريباً 70%.8
يستعين المتطورون المبتكرون بالتحليلات المتقدمة ومجموعة من الأدوات الرقمية الأخرى لتحديد الفرص غير واضحة للنمو. بعد ذلك، يستخدمون عملية دقيقة ومحكمة لاختيار نموذج التشغيل الأمثل وترتيب الهيكل الإداري للأعمال الجديدة. كما أنهم يحرصون على تعيين قادة أكفاء يمتلكون المهارات الضرورية لإنجاح هذه الأعمال الجديدة. وتسهم هذه الخطوات بشكل كبير في تحقيق النجاح والتوسع الفعال في مجالات عمل جديدة.9
اللعبة والإعداد وخوض المباراة. استحوذت شركة تكنولوجيا بارزة- متخصصة في تصميم الأجهزة والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية- على شركة ألعاب بهدف تعزيز عروض شركة الألعاب بقدراتها الفريدة. كان مسار النمو في هذه الحالة نسبيًا واضحًا وغير محدود؛ على الرغم من وجودهما في قطاعات قليلًا ما تختلف داخل سوق التكنولوجيا. كانت كلا الشركتين تمتلكان مجموعات متشابهة من المنتجات، وبالتالي، بعد دمج القدرات التقنية لكلتا الشركتين، أصبح بإمكان المشروع المشترك طرح عدة إصدارات خاصة من الألعاب الكلاسيكية وتقديم عروض ألعاب خاصة لمرة واحدة حققت جميعها نجاحًا وقبولاً واسعًا.
التنفيذ: الاستثمار بكفاءة في كافة جوانب الابتكار
وفقًا لبحثنا، يقوم المتطورون المبتكرون بتوجيه استثماراتهم بكفاءة في عدة جوانب أساسية للابتكار، مثل البحث والتطوير، تخصيص الموارد بشكل فعال، وزيادة سرعة الإنتاج. وقد أدى هذا النهج تحقيق نتائج تجارية متميزة. بالفعل، تمكنوا من تحقيق هامش ربح إضافي يزيد عن خمس نقاط مئوية مقارنة ببقية شركات مجموعة Global 2000 مما يشير إلى تفوق وتميز منتجاتهم في السوق.10
البحث والتطوير: يميل المتطورون المبتكرون لتحقيق عوائد واضحة من استثماراتهم في البحث والتطوير مقارنة بنظرائهم. في دراستنا، وجدنا أنهم لم ينتجوا فقط عددًا أكبر من براءات الاختراع، والتي تزيد بأكثر من 100 براءة اختراع عن أقرانهم، ولكن براءات الاختراع هذه كانت أيضًا أكثر قوة وتأثيرًا، مع تطبيقات عملية واسعة النطاق وعدد كبير من الاستشهادات بها. خلال العشرين عامًا الماضية، حصل هؤلاء المبتكرون على ثلاثة أضعاف البراءات القوية مقارنة بمنافسيهم في الصناعة (الشكل 3)، مما يدل على قدرتهم العالية على إنشاء منتجات ذات قيمة مضافة كبيرة.
تخصيص الموارد والعمليات: يتبنى المتطورون المبتكرون بشكل أكبر من أقرانهم نماذج تشغيل مرنة ويطبقون عمليات تخصيص الموارد بشكل ديناميكي وفعّال. هم أيضًا يستثمرون بشكل أكبر في التقنيات الرقمية والتحليلية وغيرها من التقنيات الحديثة. وفقًا لبحثنا، لديهم عدد أكبر بنسبة 30% من الموظفين المتخصصين في المجالات الرقمية والتحليلية مقارنة بأقرانهم في الصناعة. استطلاع ماكنزي الأخير عن الاستراتيجية الرقمية، الذي شمل أكثر من 1000 شركة، كشف عن وجود علاقة واضحة بين المؤسسات التي تتبنى ثقافات الابتكار القوية ونماذج التشغيل، وقدرتها على تحقيق قيمة مضافة من خلال التقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي.11 حتى في بيئة الأعمال الحالية المليئة بالتحديات، أفاد حوالي 90% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يسعون إلى تحقيق نمو جديد. خلال العامين الماضيين، قاموا بتخصيص الموارد لعدة مسارات للنمو، مثل توسيع نطاق أعمالهم الأساسية، والابتكار في المجالات ذات الصلة، أو تطوير أعمال تجارية ناشئة (الشكل 4)12
تخصيص الموارد والتطور الذكي: يمكن أن يخلق دمج القدرات الابتكارية القوية مع مستويات الموارد المناسبة فرصًا كبيرة لتوليد القيمة. كانت الإدارة العليا في شركة تكنولوجيا طبية رائدة تهدف إلى تطوير خط جديد من الروبوتات الجراحية. ولتحقيق هذا الهدف، زادت الشركة من الموارد الموجهة لقسم البحث والتطوير. نتيجة لذلك، أنتج فريق البحث والتطوير سلسلة من البراءات الجديدة، متجاوزًا أقرانه في مجال التكنولوجيا الطبية بمتوسط 750 براءة اختراع، وحققوا ضعف ونصف عائد المساهمين الإجمالي. من جهة أخرى، استثمرت شركة تكنولوجيا عالمية أكثر من 3 مليار دولار أمريكي لتطوير منتجاتها الحالية لدعم التطبيقات في مجالات الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات، وهو ما يعد ثلاثة أضعاف ما كانت تنفقه سنويًا بين عامي 2017 و2022. وقد أدت هذه الخطوة الشجاعة عن زيادة في إيرادات الشركة بنسبة 20% خلال السنوات الخمس الماضية
التوسع: ترسيخ ثقافة الدمج والاستحواذ القوية
نلاحظ- خلال إجراء تجاربنا- أن "المتطورين المبتكرين" يتميزون كذلك بكفاءتهم في إبرام الصفقات، وبالتحديد في تنفيذ عمليات الاندماج والاستحواذ بكفاءة عالية، إلى جانب قدراتهم القوية في مجال البحث والتطوير، والتمويل، والعمليات. من المهم أن نشير إلى أن هناك العديد من التقنيات المتطورة غير الرقمية، مثل تطوير وحدات جديدة. ولكن عند النظر في عمليات الاندماج والاستحواذ الرقمية، نجد أنها تقدم نظرة موضوعية واضحة. يُظهر بحثنا أن "المتطورون المبتكرون" يتمكنون من إتمام صفقات اندماج واستحواذ رقمية بثلاثة أضعاف مقارنة بأقرانهم13, مما يعكس رغبتهم في اكتساب قدرات تقنية متطورة، وكذا الملكية الفكرية، واعتماد تقنيات وأساليب جديدة للحفاظ على ريادتهم في السوق.14 بالإضافة إلى ذلك، يحدد "المتطورون المبتكرون" أهداف نموهم وعمليات الاندماج والاستحواذ بشكل روتيني ومسبق، حيث يصل القادة إلى تفاهم مشترك حول أنواع الصفقات التي يستهدفونها، مما يمكّنهم من التحرك بسرعة وبهدف واضح عند ظهور فرص الاندماج والاستحواذ. علاوة على ذلك، يُظهر "المتطورون المبتكرون" احتمالية أعلى بنسبة 50% من نظرائهم لاتباع نهج برنامجي في عمليات الاندماج والاستحواذ,15 وهو ما تؤكد مؤسسة ماكنزي أنه يؤدي عادةً إلى أداء أفضل ومخاطر أقل.16
تشكيل نظام مبتكر من خلال عمليات الاستحواذ والاندماج البرامجية. أقدمت إحدى شركات التكنولوجيا على تشكيل نظام بيئي متكامل لمنتجات "أمن المنزل" عبر سلسلة من عمليات الاستحواذ المتوسطة الحجم. وكانت هذه العمليات جزءًا من استراتيجيتها لتحسين وتوسيع مجموعة منتجاتها والاستفادة من تنوع المنتجات المختلفة. خلال عامين، استحوذت الشركة على شركات متخصصة في مجال أمن المنزل مثل مشغل كاميرا أمان لاسلكية، وشركة أمن منزلي، ومزود نظام أمان منزلي قابل للتركيب الذاتي. شملت عمليات الاستحواذ براءات اختراع مهمة مثل جرس الباب الذكي، مما سمح للشركة بتوسيع نطاقها وابتكار منتجات جديدة (من خلال دمج الملكية الفكرية المكتسبة مع منتجات الأجهزة والبرمجيات الخاصة بها).
يحقق المتطورون المبتكرون نموًا ماليًا ملحوظًا في قطاعهم، مع تميزهم في القدرات الأساسية للابتكار. يوضح بحثنا كيف يسهم التركيز على النمو والابتكار معًا في توليد قيمة مستدامة. كما يبين البحث أن الشركات الأخرى يمكنها اللحاق بهذه المجموعة الصغيرة والمتميزة من الشركات الرائدة. يتطلب هذا وضع الابتكار في قلب عملية صنع القرار، وتبني العقليات المناسبة، واتباع مسارات ومناهج متنوعة لتحقيق النمو والابتكار، وتطوير القدرات اللازمة في مجالات مثل البحث والتطوير، التحليلات الرقمية، وعمليات الاندماج والاستحواذ.
قد يكون مسار التحول صعباً ويحتاج إلى وقت وجهد إداري مكثف، ولكن الشركات التي تطمح إلى اتباع نهج المتطورين المبتكرين الناجحين قد تصل في النهاية إلى تحقيق توازن مربح. ويتمثل هذا التوازن في الجمع بين تحقيق أهداف النمو الحالية واستغلال إمكانيات الابتكار للمستقبل.