دليل النجاح للرؤساء التنفيذيين في القرن الحادي والعشرين

| مقالة

ملاحظة: إننا نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على جميع التفاصيل الدقيقة عند ترجمة المقالة الإنجليزية الأصلية، ونعتذر عن أي جزئية مفقودة في الترجمة قد تلاحظونها من حين لآخر. نرحب بتعليقاتكم على البريد الإلكتروني التالي reader_input@mckinsey.com

للإجابة على هذه الأسئلة، اخترنا 200 من أنجح الرؤساء التنفيذيين، وأجرينا مقابلات معمقة مع 67 منهم. واستنتجنا من هذه المقابلات أنه لا وجود لوسيلة بسيطة ومضمونة لتحقيق النجاح، ولكن البساطة تلعب دورًا هامًا، حيث يمكن للرؤساء التنفيذيين الذين قابلناهم شرح استراتيجيتهم، ووصفها بالكامل خلال فترة لا تتجاوز دقيقة واحدة.

كما وجدنا أن جميع الرؤساء التنفيذيين يقومون بتأدية المهام ذاتها بدرجة أو بأخرى، والتي تشمل التعاون مع مجلس الإدارة، والتفاعل مع مختلف الأطراف المعنية، وتحديد توجُّه المؤسسة وإرساء ثقافة إيجابية فيها. ولكن ما يميز النخبة عن البقية هو المقاربة التي يتبعونها لإنجاز هذه المهام، حيث يؤدي نخبة الرؤساء التنفيذيين بعض المهام بشكل ممتاز، وبقية المهام بشكل جيد، وهم يدركون الفرق في مستويات أدائهم. كما وجدنا أن أفضل الرؤساء التنفيذيين يشتركون جميعًا في قدرتهم المذهلة على تحقيق التكامل بين الوظائف المختلفة، واعتمادهم عقليات مميزة لأداء مهامهم. وسعيًا منا نحن للوصول إلى صيغة بسيطة، فقد سلطنا الضوء على ست عقليات يتمتع بها أعظم الرؤساء التنفيذيين.

المزيد من الرؤى والتقارير من ماكنزي باللغة العربية

شاهد مجموعة المقالات الخاصة بنا باللغة العربية، واشترك في النشرة الإخبارية العربية الشهرية

تصفح المجموعة

الجرأة. في الأوقات التي يسودها الشك، يكون هناك ميل لتقليل المخاطر قدر الإمكان، ولكن ذلك لن يؤدّي سوى إلى تراجع في الأداء. ويحاول الرؤساء التنفيذيون الناجحون دائمًا تجنب الأخطاء قدر الإمكان، لكنهم يمتازون في الوقت نفسه بالجرأة في اتخاذ القرارات، والسعي لإيجاد الفرص المُجزية، ليرتقوا بطموحات شركتهم، وتحديد المساحات المشتركة بينها وبين السوق. وهكذا، فهم يتمتعون بقدرة ممتازة على استشراف المستقبل وصياغة الرؤية المناسبة. وإذا فشلت الخطوة التي يتخذونها، فهم يعملون على تقليل الخسائر، ولكنهم يلتزمون بالاستراتيجية، فالرؤية تأتي بالنسبة لهم في المرتبة الأولى، أما الأداء المالي يكون نتيجة فرعية لها.

الشؤون الناعمة قد تكون هي الأصعب. تشير الدراسات إلى أنه يتم تنفيذ وتطبيق استراتيجية واحدة فقط بنجاح من بين كل ثلاث استراتيجيات، ويعود السبب في ذلك إلى مسألة مقاومة التغيير. ولذا، فإن إدارة الجوانب التي توصف بـ ”الناعمة“، والتي تشمل شؤون الموظفين وثقافة المؤسسة، قد تكون الأصعب. ووفقًا للدراسات، فإن نجاح الشركة في معالجة الشؤون الناعمة يعزز من فرص نجاحها في تطبيق استراتيجيتها بأكثر من ضعفين (من 30 إلى 79 في المئة). ولذا، يتعين على القادة أن يقدموا تبريرًا مقنعًا للتغيير الذي ينوون تطبيقه ومتابعة نتائجه عن كثب.

تحقيق التناغم النفسي بين أعضاء الفريق. ينطلق أفضل الرؤساء التنفيذيين، لدى سعيهم لبناء فرق قيادة عالية الأداء من الأدوار وليس من الأشخاص، أي أنهم يحددون أهمّ المسؤوليّات والمهام ومن ثم يجدون الأشخاص المناسبين لأدائها، فيعملون على استقطاب خبرات وكفاءات متنوعة، ويعمدون إلى دمجها ضمن منظومة مصممة لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة التشغيلية. كما يحرص الرؤساء التنفيذيون على التفاعل مع كل فرد من أفراد طاقم العمل، ولكن مع الإبقاء على المسافة اللازمة، وهنا تبرز مجددًا أهمية التعامل الصحيح مع الشؤون الناعمة.

مساعدة مجلس الإدارة على إدارة الشركة بالشكل الأمثل. يُعدّ مجلس الإدارة الرئيس الذي يشرف على عمل الرئيس التنفيذي، لكنه مكون من مجموعة من الأشخاص. وهنا، تُشكل الثقة الركيزة الأساسية، ما يتطلب إجراء حوار مفتوح وصريح وفوري بشأن مختلف الخطط والمشاكل. ولا شك أن الأخبار السيئة غير مرغوب فيها، إلّا أن إبلاغ مجلس الإدارة يتيح له أداء الوظيفة المطلوبة منه، وهي تقديم المساعدة. ولذا، يجدر بالرؤساء التنفيذيين بناء علاقة متينة مع رئيس المجلس، والحرص على التواصل مع بقية الأعضاء مرة أو اثنتين في السنة. وأخيرًا، ينبغي على الرئيس التنفيذي تعريف الشركة على أعضاء مجلس إدارتها، من خلال الربط بين أعضاء المجلس وبين مدراء الشركة. ويعبر ”بيوش جوبتا“، الرئيس التنفيذي لمجموعة دي بي إس في سنغافورة عن ذلك بالقول: ”بالنسبة لي فإن أعضاء مجلس الإدارة هم شركاء، ولذا يُسعدني أن يتواصلوا مع أي فرد من أفراد طاقم الإدارة لدي، فأنا أؤمن بأن حرية تدفق المعلومات تساعد على تحقيق المواءمة الكاملة بين مختلف الأطراف“.

كلمة السر: لماذا؟. قد يصعب تحديد الهدف في بعض الأحيان، ولكنه يجب أن يكون مؤثرًا بما فيه الكفاية لإلهام الموظفين، وبسيطًا ليسهل فهمه ومتماشيًا مع المنطق التجاري السليم. ويتمتع الهدف بأهمية كبيرة، وهو ما يتجلى في التفوق اللافت في الأداء للشركات ذات الأهداف الاجتماعية الواضحة على أضخم الشركات المدرجة على مؤشر ”ستاندرد أند بورز 500“ خلال الأعوام العشرين الماضية. ولذا، فإن أفضل الرؤساء التنفيذيين يتساءلون عن الهدف من وجود شركتهم، ثم يجعلونه جزءًا لا يتجزّأ من نموذج الأعمال، مُدركين أن تقييم الاستراتيجية من خلال توافقها مع الهدف يسهم بفتح آفاق جديدة للنمو. وبالتوازي مع ذلك، فإن القيادة ذات الهدف الواضح تعزّز من سعادة الموظفين وولائهم للشركة.

إبقاء ضغط العمل ضمن حدود المنطق. يتطلب منصب الرئيس التنفيذي العمل على مدار الساعة، ولكن لا يمكن لأيٍ كان أن يعمل في ظل هذه الظروف، ولذا فإن أفضل الرؤساء التنفيذيين يولون أهمية كبرى لإدارة أنفسهم، وذلك لتجنُّب الانهيار تحت ضغط العمل. وبالطبع فإن هذه المسألة تختلف بين شخص وآخر، لكننا وجدنا بعض القواسم المشتركة في هذا المجال، حيث يُعد الانضباط الذاتي العامل الأهم، وخاصةً فيما يتعلق باستثمار الوقت، حيث يسود الاعتماد على الأساليب التقليدية في هذا المجال، مثل إعداد القوائم واستخدام الرموز والألوان. وفي الوقت ذاته، يحرص الرؤساء التنفيذيون الذين تحدثنا معهم على المرونة في جدول أعمالهم، بما يتيح لهم الاستجابة للأحداث غير المتوقعة، أو أخذ بعض الوقت للتفكير. ويعمل الكثير منهم في فترات عالية الضغط تليها فترات للتعافي، سواء كانت استراحات قصيرة لمدة عشر دقائق بين الاجتماعات، أو ممارسة هوايتهم كالعزف على البيانو. وفي نهاية المطاف، فإن إدارة الفعالية الشخصية تقوم على استخدام منطق سليم لاستشراف المستقبل.


لا يمكن لإرشادات نظرية بسيطة أن تسهم في تطوير شخصية رئيس تنفيذي بالشكل المثالي المطلوب، ولكن ينبغي التركيز أيضًا على الأساليب العملية الناجحة، وهنا يبرز الدور الأهم للرؤساء التنفيذيين: فوفقًا لحساباتنا، فإن الرؤساء التنفيذيين الـ 200 الذين اخترناهم، ساهموا في توليد قيمة اقتصادية إضافية تُقدر بحوالي 5 تريليون دولار أمريكي. ونحن نعتقد أن تحديد العقليات التي تميز أفضل القادة، يساعد على زرع التميز في نفوس الجيل الحالي والمستقبلي من القادة الشباب.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في "بلومبرغ" في 4 مايو 2022، ونعيد نشرها هنا بموافقة الناشر الأصلي.

Explore a career with us