المزيد من الرؤى والتقارير من ماكنزي باللغة العربية
شاهد مجموعة المقالات الخاصة بنا باللغة العربية، واشترك في النشرة الإخبارية العربية الشهرية
قادت أزمة كوفيد-19 الشركات في جميع أنحاء العالم لإعادة تقييم أُصولها العقارية؛ من حيث عددها وكيفية استخدامها ومقدار التكاليف اللازمة لها. وتشغل الشركات المدرجة ضمن قائمة "فورتشن 50" مساحة 2.6 مليار قدم مربعة من العقارات لوحدها، والتي بقي بعضها غير مستخدم لفترات طويلة خلال أزمة كوفيد-19. وتساءلت وسائل الإعلام والموظفون وحتى قادة الشركات أنفسهم خلال فترة العمل من المنزل حول جدوى هذه الأعداد الكبيرة من المكاتب.
ويتحول الاهتمام اليوم نحو أماكن العمل التي تتمتع بمواقع استراتيجية والمبنية لأهداف محددة تخدم استراتيجيات الشركات وثقافتها ونماذجها التشغيلية. ولا بُد للشركات في هذه المرحلة أن تتوقف عن التعامل مع أصولها العقارية بوصفها مجرد مراكز تكلفة، وإنما ميزة تنافسية.
ويتحول الاهتمام اليوم نحو أماكن العمل التي تتمتع بمواقع استراتيجية والمبنية لأهداف محددة تخدم استراتيجيات الشركات وثقافتها ونماذجها التشغيلية.
عندما تتعامل الشركات مع العقارات وفق منهجية صحيحة، تنجح أكثر في مواجهة التحديات العالمية الناجمة عن الجائحة الصحية وتحقيق أهدافها. ويستلزم المزج بين استراتيجية الشركة وعقاراتها إجراء تحليلات معمقة لاحتياجات هذه الشركة إلى جانب البيانات اللازمة للمساعدة في اتخاذ القرارات السليمة. ويمكن إدارة هذه القرارات بالشكل الأمثل بالتعاون بين نخبة المفكرين الاستراتيجيين وتحت إشراف الرئيس التنفيذي؛ خلافًا للطريقة التقليدية في اتخاذ القرارات بشأن الأصول العقارية.
ولتقديم أمثلة عن ذلك، عمدنا إلى دراسة حالة ثلاث شركات قامت بالتنسيق بين منهجياتها من حيث التعامل مع أصولها العقارية وبين استراتيجياتها المؤسسية، وتطرقنا إلى أبرز المواضيع الناشئة بعد الجائحة الصحية. وتقوم هذه الشركات اليوم بتعزيز مكانتها وتحقيق النجاح عن طريق توظيف مساحات العمل فيها كميزة تنافسية. وحددنا ثلاث خطوات تتيح للشركات تحويل أصولها العقارية من مراكز تكلفة إلى مصدر دعم لتحقيق أهدافها، ويمكن للشركات التي تبادر اليوم إلى إعادة صياغة منهجياتها أن تعزز فرص نجاحها المستقبلي.
تحويل الأصول العقارية إلى مزايا تنافسية
نورد فيما يلي أمثلة حول شركات استفادت من أصولها العقارية في تعزيز قدراتها التنافسية، حيث تعمقت جميعها في تحليل بعض الأسئلة الشائعة، والتي تتعلق بدور مكان العمل في زمنٍ تنتشر فيه بيئة العمل الهجينة، وكيفية إحداث التوازن الأمثل بين الحرية والمرونة من جهة والتواصل والتعاون من جهة أخرى. واستهدفت هذه الشركات إنشاء أماكن عمل وسياسات تساعد في استقطاب المواهب واستبقائها، مثل وسائل النقل المستدامة ومرافق لتعزيز رفاهية الموظفين وتفاعلهم، وتصاميم من شأنها تحفيز روح الفريق ومستويات الرضا بينهم.
وبدأت كل شركة من زاوية مختلفة؛ حيث اختارت إحداها موقعًا لبناء مكتب مركزي جديد كليًا، بينما غيرت أخرى طريقة استخدامها لمكاتب استأجرتها قبل الجائحة، وأعادت الثالثة تصميم مقرها الرئيسي وحدّثت التقنيات التي تربطه بمكاتبها البعيدة. ويعكس هذا التنوع نطاق خيارات التجديد المتاحة، حتى في الحالات المقيدة بعقود الإيجار طويلة الأمد.
شركة أوروبية تعتمد التقنيات الرقمية: تصمم استديو للمنافسة على استقطاب المواهب والخدمات المقدمة إلى العملاء
"IncepTech" شركة رقمية يقع مقرها الرئيسي في "بودابست" تأسست عام 2014، وتختص في تصميم المنتجات الرقمية للعملاء. وضعت الشركة استراتيجية واضحة انطلاقًا من رغبتها في استقطاب نخبة المواهب المؤهلة للعمل في أبرز الشركات التكنولوجية العالمية، في ظل فرص العمل المحدودة لمهندسي البرمجيات.

وحاولت الشركة إيجاد مساحة تساعدها على ابتكار أسلوب عملٍ جديد في استقطاب العملاء يختلف عن ما تقدمه الشركات المنافسة من عروض متمثلة بالمشاريع التقليدية المطبوعة. حيث فضلت مقابلة العملاء في مكتبها ومناقشة احتياجاتهم وتزويدهم بالمساعدة الفورية لحل مشاكلهم. وبدأت الشركة في ربيع عام 2020، مع بدء انتشار جائحة كوفيد-19، في تصميم استديو برمجيات يحقق هذا الغرض مزين بالنباتات الخضراء ومزود بنوافذ كبيرة لإدخال الإضاءة الطبيعية،
ويتطلب المزج بين استراتيجية الشركة وعقاراتها إجراء تحليلات معمقة لاحتياجات هذه الشركة إلى جانب البيانات اللازمة للمساعدة في اتخاذ القرارات السليمة.
والذي اكتمل بناؤه في نهاية عام 2020. ويقع مقر الاستديو في منطقة مرغوبة على ضفاف نهر الدانوب في "بودابست"، مما منحه إطلالة جميلة إلى جانب موقعه القريب من المطاعم والخدمات وباقي الشركات. وزوّدت "IncepTech" الاستديو بأثاث بسيط يتكون من اللونين الأبيض والأسود مع فواصل شفافة بين أقسامه لتعزيز المساحة، وتم تصميمه ليكون مريحًا ويتيح للمهندسين التفكير بعمق وسط الإضاءة الطبيعية والنباتات الخضراء. وتتلاءم غرف الاجتماعات فيه مع نمط العمل الهجين بوجود كاميرات ذكية، وسبورات بيضاء رقمية، وجدران زجاجية لإضفاء طابع الشفافية، حيث يهدف الاستديو إلى تحويل المكاتب إلى بيئة داعمة للموظفين.
ويضم الاستديو صالة موسيقى معزولة ومجهزة بمجموعة طبول كهربائية وأورغ وجيتار وميكروفونات وجهاز حاسوب لإنتاج الموسيقى الإلكترونية، والتي يمكن لجميع الموظفين استخدامها للغناء والعزف. وتستضيف الشركة اجتماعات مصغرة مع الموظفين والخبراء المستقلين مرة واحدة شهريًا كما تنظم فعاليات لممارسة اليوغا والتأمل.
وأكدت "IncepTech" أهمية الدور الذي لعبته مكاتبها في توسيع فريقها إلى نحو 75 موظفًا يعملون بدوام كامل رغم قلة المواهب التقنية. كما أثبتت الشركة، رغم صغر حجمها، قدراتها التنافسية أمام شركات البرمجيات الضخمة وشركات تكامل الأنظمة. (استحوذت ماكنزي على الشركة في فبراير 2022).
وسمحت الشركة للموظفين بالعمل من خارج المكتب إلا في حالات الضرورة، ولا سيما جلسات العصف الذهني ومناقشة اللمسات الأخيرة على المشاريع. كما ساعد الاستديو في استقطاب مزيد من العملاء، بفضل تزويدهم بمساحة عمل مريحة، وبفضل غرف الاجتماعات التي تسمح بمشاركة أشخاص من خارج المكتب، بحسب ما أكد أحد المسؤولين التنفيذيين في الشركة.
شركة تكنولوجية تُركّز على العمل عن بُعد مع حلول عقارية لتحفيز روح الفريق
كان فريق عمل شركة "دروب بوكس" المختصة بالتكنولوجيا يضم قبل بداية أزمة كوفيد-19 نحو 2,700 موظف يعملون بدوام كامل من قلب مكاتبها الرئيسية في سان فرانسيسكو، وسياتل، وأوستن، ونيويورك، ودبلن. وأصبحت هذه المكاتب فارغة مع بدء الجائحة الصحية وتطبيق الشركة نظام العمل عن بُعد.

وسرعان ما لمست "دروب بوكس" مدى سعادة الكثير من موظفيها وارتفاع مستوياتهم الإنتاجية أثناء العمل عن بُعد، لذلك أعلنت في خريف عام 2020 عن تحولها إلى شركة تمنح الأولوية للعمل عن بعد. وتمثل التحدي في منح الموظفين المرونة التي يطمحون لها مع الحفاظ على التواصل البشري وضمان تحقيق أهداف الشركة ومصالحها على المدى الطويل مع الالتزام بتطوير الخبرات.

وحرصت "دروب بوكس" على الاستفادة من أصولها العقارية لهذه الأغراض، حيث حولت عددًا من مكاتبها السابقة إلى استديوهات مخصصة للعمل المشترك ولإقامة الفعاليات والتدريب، بدلًا من الاستغناء عنها. وطورت الشركة مكاتبها الحالية لأغراض العمل الجماعي عن طريق الاستغناء عن معظم طاولات العمل وإنشاء غرف اجتماعات مع جدران متحركة وأثاث قابل للنقل على نحو يسمح بزيادة المساحات أو تقليصها وفق الحاجة. وقلّصت الشركة في بعض الحالات مقدار مساحاتها المُستأجرة، فانتقلت إلى موقع جديد في "دبلن" مصمم خصيصًا للتجارب المشتركة. وشملت المساحة الجديدة مقهى يتيح للموظفين التواصل واستعادة نشاطهم مع مشروبات ساخنة مجانية، وزودته بتقنيات متقدمة لإجراء مكالمات الفيديو وتعزيز التواصل بين الموظفين العاملين عن بُعد ومن المكاتب.
وفتحت "دروب بوكس" مكاتبها للموظفين في منتصف مارس 2022، مما يعني أن نتائج هذه الخطوة لم تتضح بعد. وتلتزم الشركة بتنفيذ استراتيجيات مرنة وفقًا لحاجتها بوصفها شركة تركّز على العمل عن بُعد. وقال "تيري وينر"، رئيس قسم العمل عن بُعد لاختصاصات الهندسة والمنتجات والتصميم في "دروب بوكس": "يشكل التواصل البشري جزءًا محوريًا من استراتيجيتنا، وتلعب الاستديوهات دورًا مهمًا في تسهيل ذلك، ونتطلع إلى اكتساب المزيد من المعرفة في هذا السياق خلال الأشهر المقبلة".
شركة تكنولوجيا حيوية عملاقة: تستفيد من أصولها العقارية في تسريع وتيرة الابتكارات المتواصلة
تُعد "جيلياد ساينسز" شركة رائدة عالميًا في قطاع الأدوية الحيوية بدأت التخطيط لوضع خطة أصول عقارية مُطورة قبل انتشار جائحة كوفيد-19. وشهد مقرها الرئيسي في مدينة "فوستر" بولاية كاليفورنيا، المركز الأبرز لخطتها الرئيسية، التطورات العلمية التي حققتها الشركة على مدار عقود. ولاحظت الشركة تحوّل كثير من منافسيها إلى نماذج متنوعة مثل الاستكشاف، والبحث، والتطوير، وتصنيع نوع دواء واحد والتي سادت في مختلف أنحاء العالم. وتعيّن على "جيلياد ساينسز"، في ضوء الدعم المتنامي لنظام العمل عن بُعد، وضع استراتيجية لأصولها العقارية تسهم في تعزيز التعاون والتواصل وتسريع وتيرة التحول التقني واستقطاب نخبة العلماء. فما هي أفضل السبل لتصميم واحد من أضخم المقرات الرئيسية للأبحاث العلمية؟

قررت الشركة بعد سلسلة من ورش العمل التحليلية مخالفة توجه نظيراتها وتوسيع مساحة مقرها الرئيسي، حيث قامت بإعادة تصميمه بدلًا من بيعه أو تأجيره. وحرصت "جيلياد ساينسز" من خلال مقرها الجديد على زيادة قدرة المختبرات والمباني في تحقيق التكامل بين كافة مراحل العمل بما يتيح للفرق المختصة بالاستكشاف؛ والبحث؛ والتطوير؛ وتوسيع الأعمال؛ والتصنيع مزاولة أنشطتها في مساحات تضمن سلاسة العمل. كما عمدت الشركة إلى تصميم مساحات ملهمة لتعزيز التواصل المباشر، والتي تضمنت مركز متطور للرفاهية بمساحة 65 ألف قدم مربعة يتضمن نادي رياضي ومساحات للتأمل ومستلزمات الرعاية الصحية. كما أنشأت الشركة مختبرًا متطورًا ومرافق مخصصة للأبحاث وعملت على تسريع وتيرة تحولها إلى الهندسة الرقمية من خلال إنشاء أنظمة لمعالجة البيانات سمحت للمختبرات بالتواصل السلس بين بعضها.
وزوّدت جميع المساحات بإمكانات تقنية لتمكين الموظفين من إجراء اجتماعات الفيديو مع جميع الشركاء في أي مكان. وتم تزويد غرف العروض البصرية بعدد من الشاشات عالية الدقة وتقنية مخصصة لتسهيل عقد اجتماعات الفيديو، بما يعزز التواصل المباشر بين الموظفين في المكتب والعاملين عن بُعد. بينما تحرص المختبرات في المقرات الرئيسية لشركة "جيلياد ساينسز" في جميع أنحاء العالم على استخدام أنظمة العمل عن بُعد لمساعدة العلماء على متابعة التجارب من أي مكان، إلى جانب نظارات وشاشات الواقع المعزز بما يمنح الموظفين العاملين عن بُعد تجربة عمل مشابهة لوجودهم في المختبر.

وركزت الشركة خلال فترة الجائحة الصحية على تعزيز الكفاءة العلمية بدلًا من الكفاءة الاقتصادية في منهجية أصولها العقارية، مما ضمن لها مكاسب واسعة. ونجح "جويديب جانجولي"، النائب الأول لرئيس قسم العمليات المؤسسية، وفريقه، عند بداية أزمة كوفيد-19، في تصميم وتسليم مختبر للسلامة الحيوية من المستوى الثالث في الحرم الرئيسي للشركة في فترة ثلاثة أسابيع فقط، مما أتاح لعلماء الشركة دراسة الفيروس بأمان. ولعبت أنظمة المختبرات والجامعات الابتكارية دورًا محوريًا في استقطاب المواهب إلى الشركة في عز حاجتها إلى ابتكار الأدوية لمكافحة الفيروس.
وقال جانجولي: "يتمحور تركيز العديد من استراتيجيات العمليات على التكاليف الضرورية على المدى القصير، ورغم أهمية ذلك إلا أن التركيز على تحقيق الاستفادة القصوى من الأصول العقارية من خلال تحفيز الابتكار والتفاعل واستقطاب المواهب وتحقيق أهداف الشركة يضمن قيمةً أكبر بكثير". وتعتزم الشركة مواصلة الاستثمار في مقراتها الرئيسية لتطوير تصاميم المختبرات والاستثمار في التقنيات المشتركة المتطورة. وأضاف جانجولي: "نؤمن بقدرة خطتنا الرئيسية على ضمان تحقيق التميز لدى جميع الموظفين واستقطاب أبرز العلماء".
ثلاث خطوات لتحويل الأصول العقارية من مراكز تكلفة إلى ميزة تنافسية:
تتجلى الخطوة الأولى في قيام قادة الشركة بتحديد مقاييس نجاح شركتهم وأهدافها، ثم تحديد أبرز الجوانب التي تهم الموظفين والمورّدين والعملاء لبلوغ هذه الأهداف والمقاييس. ويتعين مراعاة جميع جوانب الأصول العقارية وربطها مباشرةً مع استراتيجية الشركة، ثم الانتقال إلى الخطوة الثالثة، وهي إعداد لجنة توجيه لتقييم تأثير مساحة الأصول بما يضمن انسجامها مع أهداف الشركة وأهم الجوانب.
تحديد أهداف الشركة ومقاييس نجاحها
ويبرز أمام الشركات تحدي معرفة أفضل الأوقات للاجتماع مع باقي الموظفين والموردين أو العملاء بما يسهم فعليًا في تحسين النتائج.
يتلخّص الهدف الأكثر شيوعًا في سياسة الأصول العقارية قبل الجائحة الصحية في المحافظة على الحد الأدنى من التكاليف أو تكلفة كل موظف. وليس على الشركات التي ما تزال تسعى اليوم إلى الحد من تكاليف أصولها العقارية سوى السماح لموظفيها بالعمل من المنزل، وهو ما يسعد غالبيتهم. ولكن قد يفشل بعضها في تحقيق الحد الأقصى من الإنتاجية؛ والتواصل؛ والتنوع؛ والشمولية؛ والابتكار؛ والولاء أو نتائج التدريب المهني.
ويمكن الاستفادة من الأصول العقارية في دعم تحقيق عدد من الأهداف؛ بما في ذلك تسريع وتيرة الابتكار، وصقل مهارات فرق العمل، وإحراز التقدم في التحول الرقمي، واعتماد التقنيات الحديثة، وتحفيز التعاون، وإنشاء نموذج عمل هجين مثالي، وتنويع المواهب، اضافة إلى فهم احتياجات العملاء. ويجب أن تستند الأصول العقارية في الشركات إلى استراتيجيتها ونموذج عملياتها.
ويمكن للشركات البدء بوضع الركائز الأساسية عن طريق تحديد وتقييم أهم مقاييس النجاح في مختلف أنواع الأصول العقارية. كما يجب أن تتضمن المقاييس الرئيسية لتحديد مقدار المساحة المكتبية اللازمة مثلًا انطباع الموظفين حول شركتهم، وكمية المبيعات المحققة من قبل كل مندوب مبيعات، والإنتاجية، والأخطاء، وانبعاثات الغازات الدفيئة التي تسببها الشركة. ويمكن لهذه الشركات تجربة بدائل مختلفة وإطلاق النماذج التجريبية واختيار الحلول المثلى المستندة إلى هذه المقاييس.
تحديد أبرز الجوانب
ويبرز أمام الشركات تحدي معرفة أفضل الأوقات للاجتماع مع باقي الموظفين والموردين أو العملاء بما يسهم فعليًا في تحسين النتائج، في ضوء إمكانية إتاحة العمل عن بُعد لغالبية الموظفين. ولتحقيق ذلك، على الشركات التأكد أن كل مهمة موكلة إلى الشخص المناسب وفي الوقت الأمثل والمكان الأفضل.
وقليلة هي الشركات التي تنجح في تحقيق هذه المعادلة. فهي تتطلب تأهيل الموظفين الجدد وتخصيص فترات تدريب كافية، وإقامة اجتماعات للعصف الذهني، وإجراء نقاشات معمّقة وتوفير التجارب التي تعزز الترابط الاجتماعي والتعامل مع شكاوى العملاء ومدى إقبال العملاء والتعاون غير المباشر. وينبغي أن يساهم موقع ومساحة وتصميم مكان العمل في دعم أبرز متطلبات العمل الجماعي.
تشكيل اللجنة التوجيهية
يجري عادةً اتخاذ القرارات بشأن الأصول العقارية من قبل فريق مختص تحت إشراف مدير قسم المشتريات أو مدير العمليات، ويتم تحويل القرارات الأكثر أهمية إلى الرئيس التنفيذي للشؤون المالية.
ويتولى فريق الأصول العقارية اليوم مسؤوليات جديدة؛ وهي ضمان مواكبة المساحة لأهداف الشركة وأولوياتها، مما يستدعي الحاجة إلى مجموعة جديدة من صانعي القرارات. ويمكن للرئيس التنفيذي إعداد الأجندة العقارية الجديدة بدعم من الرئيس التنفيذي للموارد البشرية، والرئيس التنفيذي لشؤون المعلومات، والرئيس التنفيذي للشؤون المالية، ومدير الاستثمارات العقارية. ويمكن للخبراء على اختلاف تخصصاتهم المساعدة في تحويل الأصول العقارية إلى ميزة تنافسية.
وننصح بعدم الاعتماد على التجارب السابقة أو المعايير الثقافية أو ثوابت القطاع أثناء اتخاذ القرارات المتعلقة بالأصول العقارية. لأن الدليل الأقوى الذي يمكننا الاعتماد عليه في اتخاذ مثل هذه القرارات هو الأهداف التي تسعى الشركة لتحقيقها. فالرؤساء التنفيذيون والفرق التنفيذية هم أكثر من يدرك ما تحتاجه الشركة للنجاح ويتمتعون بالقدرة على توفير بيئة عمل تحقق هذه المتطلبات. ولا شك أن دمج منهجية الأصول العقارية للشركة مع استراتيجيتها يشكل نقلة نوعية في طريقة عمل الشركة ويترتب على ذلك مسؤوليات جديدة. لكن هذه الخطوة تمثل أيضًا فرصةً فريدة للقيام بخطوات جريئة والخروج من الأزمة أقوى وأكثر تنافسية.
تم الحصول على الصور المستخدمة في هذه المقالة من "دروب بوكس" و"جيلياد ساينسز" و"IncepTech". تم استخدام صور مقهى "دروب بوكس" في دبلن بإذن من دونال ميرفي وشركة إنتريور أركيتيكت.