وتتفاوت الآراء حول التعريف الدقيق للميتافيرس ولكن لا يخفى على أحد أننا نشهد لمحات يمكن أن تعطينا فكرة مقرّبة لما يحمله المستقبل في هذا العالم. وبهذا الصدد، تستضيف "مينا الأغبند" من ماكنزي في هذه الحلقة من «بودكاست ذا إيدج» الكاتبة والباحثة الاستشرافية وخبيرة الميتافيرس "كاثي هاكل"، للاطلاع على آرائها القيمة حول عالم الميتافيرس وملامحه التي بدأت تظهر اليوم، بالإضافة إلى آفاق تطوراته المستقبلية، والفرص السانحة التي يمكن أن يقدمها، فضلًا عن المسؤوليات التي ستقع على عاتق الشركات تزامنًا مع تطور عالم الميتافيرس.
المزيد من الرؤى والتقارير من ماكنزي باللغة العربية
شاهد مجموعة المقالات الخاصة بنا باللغة العربية، واشترك في النشرة الإخبارية العربية الشهرية
ونقدم فيما يلي نسخة كتابية منقحّة. ولمزيد من المحادثات حول التكنولوجيا المتطورة، كما يمكن متابعة جميع الحلقات على «منصة البودكاست المفضلة لديكم».
لا يمكن لنا أن ننتظر لمدة عامًا أو عامين لإنجاز مهمة أو وضع استراتيجية واضحة أو حتى الانتظار لحين البدء باختبار فرضياتنا، لأننا بذلك سنكون قد تأخرنا كثيرًا عن الركب
مينا الأغبند: نرحب اليوم "بكاثي هاكل"، الباحثة الاستشرافية في مجال التكنولوجيا وخبيرة الميتافيرس، وهي مستشارة معروفة لأبرز العلامات التجارية وكاتبة ذات سجل حافل، إذ تتولى تقديم العديد من المؤتمرات الرائدة حول عالم الميتافيرس. والتي ترافقنا في الحلقة الأولى من ثلاثية تتمحور حول عالم الميتافيرس. أنا "مينا الأغبند" مرحبًا بكم في « ذا إيدج »، من إنتاج مجلس التكنولوجيا في ماكنزي.
بدايةً نتوجه بجزيل الشكر "لكاثي هاكل" لمرافقتنا في هذه الحلقة، واسمحي لي أن أسألكِ، ما هو عالم الميتافيرس؟
كاثي هاكل: أؤكد بدايةً أنه لا يوجد تعريف متفق عليه حتى الآن لعالم الميتافيرس، ولا يكاد يمر يوم دون أن أبحث عن كلمة ميتافيرس في قاموس "ميريام ويبستر" دون أن أجد أي نتيجة لبحثي بعد.
ولكن، يمكنني تعريفه في ضوء خبرتي الواسعة في هذا المجال، فهو عالم يدمج العالمين المادي والرقمي معًا، إذ تمتد أساليب حياتنا الرقمية، التي كانت تنحصر في شاشات الهواتف المحمولة والحواسيب، تدريجيًا نحو عالمنا المادي وصولًا إلى الاندماج الكامل. ويأتي ذلك مدعومًا بمجموعة مختلفة من التقنيات، مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي، وهما أول ما يتبادر إلى أذهان الناس في هذا السياق رغم وجود العديد من بوابات الدخول إلى عالم الميتافيرس، مثل تقنية "البلوك تشين" التي تشكل مكونًا مهمًا، وشبكة اتصال الجيل الخامس والحوسبة الطرفية والكثير غيرها.
وأعتقد بأن الميتافيرس يرتبط بهويتنا والملكية الرقمية ويتمحور أيضًا حول قدرات الإبداع الإنساني بشكل أو بآخر. ولا يعني ذلك أننا سنجد أن الميتافيرس قد وصل إلى شكله النهائي في أي وقت من الأوقات، إنما هو عالم دائم التطور.
مينا الأغبند: دعينا نتعمق في التفاصيل أكثر، كيف سيكون شكل حياة إحدى الشابات في عالم الميتافيرس خلال عشرة أعوام؟
كاثي هاكل: أتصور أن تستيقظ صباحًا على صوت مرشدها الصوتي، ثم تتوجه إلى خزانة ملابسها وتبدأ بتجربة ملابسها بشكل افتراضي عن طريق استخدام نسخة مماثلة لها في الحجم ومصممة وفقًا لمقاساتها الدقيقة، والتي تشبه شخصية رمزية أو صورة ثلاثية الأبعاد أو ما يسمى بــ "الأفتار" لتختار ما سترتديه. كما ترتبط ملابسها التي ترتديها في العالم المادي مع مكون رقمي يتيح لها تغيير شكل الملابس لتتناسب مع الشخص الذي سترافقه على الإنترنت أو ربما يحتوي أحمر الشفاه الذي تستخدمه على جسيمات نانوية رقمية مدمجة، بحيث تتفاعل مع شريكها المسافر وتشعر به قربها.
ولطالما صورت قصص الخيال العلمي الواقع المأساوي لعالم الميتافيرس، ولكنني أرى أنه من الضروري تصور الشكل الذي سيكون عليه، لنتمكن من وضع رؤية أكثر تفاؤلًا حول مستقبله. كما ينبغي علينا عدم التخلي عن عالمنا المادي بل تقبله وتعزيزه بالمحتوى والتجارب الافتراضية التي تساهم في تحسين تجاربه وتعزيز تواصلنا مع من نحبهم، فضلًا عن تحسين إنتاجيتنا في العمل وتوفير بيئة أكثر سعادة.
مينا الأغبند: ما هي التجارب التي تعتقدين بأنها سترسم شكل بدايات عالم الميتافيرس، بما أنّ الجهات المعنية في عالم الميتافيرس اليوم هي المسؤولة عن تحديد ورسم ملامحه المستقبلية خلال الأعوام العشرة المقبلة.
كاثي هاكل: نشهد اليوم بعض التفاصيل المهمة حول الميتافيرس أو ما أسميها لمحات الميتافيرس، فعلى سبيل المثال، كانت أول حفلة افتراضية حضرتها في حياتي مقامة في أحد الملاعب، بينما حضر ابني البالغ من العمر 10 سنوات أول حفل افتراضي له على الإطلاق لمغني الراب "ليل ناز إكس" ضمن لعبة روبلوكس خلال فترة انتشار كوفيد-19، وكانت واقعية بما يكفي بالنسبة له على الرغم من إقامتها في مساحة افتراضية. علاوة على ذلك، أقمنا حفلة عيد ميلاد ابني على منصة روبلوكس خلال فترة الجائحة الصحية، وكان مهتمًا للغاية بالشكل الذي ستبدو عليه شخصيته الافتراضية خلال الحفل.
وبالنظر إلى التفاعل الكبير الذي نشهده عبر هذه المساحات الافتراضية، تمامًا كالتفاعلات الطبيعية التي نقوم بها على سبيل المثال عندما نتأهب بكامل أناقتنا لحضور حفلة واقعية، يعني أن هناك تطورًا ملموسًا وتقاربًا كبيرًا بين أنشطتنا الواقعية وتلك الافتراضية. كما لاحظت أيضًا وجود تطورًا لافتًا في مجال الأنشطة التجارية اليوم مع توجهنا نحو هذه المساحات الافتراضية والتجارب التشاركية الجديدة في العالمَين المادي والافتراضي.
اضافة إلى ذلك، تبرز التجارة داخل المنصات الافتراضية التي شهدتها الألعاب على الإنترنت على مدى عقود، وبدأت اليوم تستقطب اهتمام الناس، حيث يستخدم لاعبو "فورتنايت" مثلًا عملة يطلق عليها "باكس" لشراء أنماط جديدة داخل اللعبة. وعلى نفس هذا النسق أسعى إلى توسيع نطاق استكشاف المزايا في المنصات الافتراضية وصولًا إلى المزايا بين المنصات الافتراضية والعالم المادي، كأن أقوم مثلًا بتجربة سلعة وطلبها في العالم الرقمي ليتم توصيلها إلى منزلي في العالم المادي، والعكس صحيح، حيث أشتري سلعةً أو تجربة مادية تتيح لي القيام بنشاط معين في الواقع الافتراضي. وأنا مهتمة للغاية بدراسة أساليب تطور نماذج الأعمال والتجارة الإلكترونية هذه وأترقب النماذج الأخرى القادمة.
مينا الأغبند: أشرتِ سابقًا إلى الألعاب الإلكترونية بوصفها أول أشكال الميتافيرس، فما الذي يميزها عن هذا العالم الافتراضي؟ ألا يعتبر الميتافيرس مرحلة أكثر تطورًا لهذه الألعاب أو مجرد ألعاب إلكترونية مدعومة بالواقع الافتراضي بدلًا من وحدة التحكم؟
كاثي هاكل: أعتقد أنّ الألعاب شكلت منصة الانطلاق لعالم الميتافيرس، وعند التحدث عن بعض التقنيات التي تسهم في تعزيز التقدم أو تمكينه أو البنية التحتية اللازمة، فلا بد من التطرق إلى محركات الألعاب مثل «أنريل إنجن» أو «يونيتي»، حيث بُنيت تجارب افتراضية عديدة استنادًا إلى هذه المحركات، مما يعني أنهما مجالان مختلفان ولكنهما مرتبطان بقوة.
وانطلاقًا من وجهة نظر أنثروبولوجية (هو علم يدرس أصل النوع الإنساني وسلوكياته وكذلك الثقافة المرتبطة به)، أرى أن هنالك تحولًا لافتًا حيال مفهوم وفكرة العمل، حيث بدأ البعض يركزون على الجانب العقلي في مزاولة الأعمال أكثر من الجانب الجسدي، مما جعلها أكثر مرحًا ومتعة بفضل الأدوات التي نستخدمها. وفي الواقع أنا أفكر في تأثير ذلك على أطفالي، ومدى تأثيره على الوظائف التي قد يشغلونها مستقبلًا، حيث سيكونون أكثر ارتباطًا بجوانب الإبداع والتصميم في المساحات الافتراضية بدلًا من المادية.
وكما أقول دائمًا: نحن جميعًا قادرون على بناء عالمنا الخاص في الميتافيرس، واليوم جاء فعليًا دوركم. ولا يعني هذا الأمر زوال الحاجة إلى الأعمال البدنية، فنحن في الواقع نعيش وسط عالم مادي، ولكن ما أراه أن مفهوم العمل آخذٌ في التوسع، وتعتبر الألعاب جزء من بوابتنا التي تقدم لنا لمحةً عن هذا المستقبل.
مينا الأغبند: تبرز وجهات نظر مختلفة حول قيمة المنظومة الاقتصادية في عالم الميتافيرس إن كانت تساوي مليارات أو تريليونات الدولارات الأمريكية، ما هي طبيعة الفرص الاقتصادية السانحة في عالم الميتافيرس؟ وكيف تتجلى رؤية اقتصادية بهذه القيمة في هذا العالم؟
كاثي هاكل: عندما نفكر في المبالغ التي تم إنفاقها على ما أدعوه نموذج الأعمال الذي يتمحور حول الشخصية الرمزية (الأفتار) في المقام الأول، وهو نموذج موجه مباشرةً للمستهلكين، تشير التقديرات إلى إنفاق 100 مليون دولار أمريكي لشراء سلع افتراضية ضمن منصات الألعاب في عام 2021، ومن المتوقع أن تواصل هذه القيمة ارتفاعها. وأرى بأن هذه التوقعات معقولة للغاية، إذ من الممكن أن تصل القيمة إلى 800 مليار دولار أمريكي أو 1 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2024، ولا سيما مع تخطي التجارة لحدود المنصات الافتراضية، بحيث يمكن أن تتحول من المنصات الافتراضية إلى العالم المادي وبالعكس.
وهذا ما يبرر توجه بعض الشركات مثل "آبل" نحو الواقع المعزز والذي ربما يقودنا نحو الاختراع الذي يحل محل الهواتف المحمولة. ويسمح لي عملي الذي أقوم به حاليًا الاطلاع على عالم يحمل فرصًا هائلة تتيح تطبيق هذه النماذج التجارية على نطاق واسع، وكذلك توفير فرص لا حصر لها.
مينا الأغبند: يتبادر إلى ذهني مسألة أصبحت أمرًا اعتياديًا في عالم الميتافيرس، حيث يمكن لمستخدمي منصة "ديسينترالاند"، السوق الإلكترونية للسلع الافتراضية، طلب البيتزا التي يتم توصيلها إلى منازلهم في العالم الفعلي، فهل لكِ أن تذكري لنا بعض الأمثلة المحددة عن أوجه التقاطع بين الاقتصادين الواقعي والرقمي؟
كاثي هاكل: نشهد بذل جهود مميزة لإتاحة شراء سلع مادية من المساحات الافتراضية، إلى جانب خيار إتمام المعاملات بين العالمين الافتراضي والمادي، حيث قامت شركة "L.O.L سربرايز" لألعاب الأطفال بإنشاء مجموعات بطاقات تتضمن رمز استجابة سريعة يمكن استخدامه للحصول على تجارب افتراضية أو أصول ''NFT'' الرقمية المعروفة أيضًا بــ "رموز غير قابلة للاستبدال". ورغم محدودية نطاقها حتى الآن، لكنني واثقة من أنها ستتطور فور إدراك الشركات لمدى تأثير هذه الوسائل في تغيير تجربة العملاء في قطاع التجزئة ومنافذ البيع.
وهذه مجرد أمثلة بسيطة، ولكن الأمر يزداد تعقيدًا لدى الاستثمار في الرموز غير القابلة للاستبدال ''NFT''. وقد اشتريت مؤخرًا أصول رقمية غير قابلة للاستبدال لعضوية مطعم من المقرر افتتاحه في عام 2023، حيث يحق فقط لحاملي هذه الأصول أو الرموز إجراء الحجوزات فيه. وكلي ثقة بأن عضوية هذا المطعم الذي يتيح لي بالطبع امكانية استضافة اجتماعات عمل أو حفلات خاصة، ستقدم لي قيمةً أكبر مما دفعته ثمنًا للرموز غير القابلة للاستبدال اللازمة للحصول عليها. ونحن نختبر اليوم الكثير من الفرضيات التي نضعها اليوم، وأعتقد أن المستقبل سيثبت صحة العديد منها.
مينا الأغبند: كيف يتعين على العلامات التجارية التعامل مع هويتها في عالم ميتافيرس؟
كاثي هاكل: دائمًا ما أؤكد للشركات التي أتعاون معها بأن هذه فرصتهم لإعادة رسم ملامح جديدة لهويتهم في نطاق عالم الميتافيرس، إذ ليس من الضروري الالتزام بمجال عملهم الأساسي في العالم المادي ومزاولته في الميتافيرس، بل يمكنهم إطلاق علامة تجارية جديدة تتسم بالتشاركية وتستند على معايير "الويب 3"، يتم تصميمها بالتعاون مع أطراف أخرى تفاديًا لمشاكل حقوق الملكية، ومن المؤكد أننا سنشهد أساليب مختلفة لطرح ابتكارات جديدة.
ولاحظت في العام الماضي توجه العديد من الشركات والعلامات التجارية نحو الميتافيرس، وانحصر ذلك التوجه في الجهود التسويقية، إلا أنهم اليوم يتساءلون عن فائدة أنشطتهم وجهودهم في هذا المجال؟ وما تقدمه لشركاتهم؟ وجوهر علامتهم التجارية وكل ما يمثلونه؟ والأهداف والنتائج الرئيسية المحتملة والعوائد الاستثمارية المحققة؟ مع الأخذ بأنها جوانب جديدة وغير مسبوقة. ولا يمكننا وضع توقعات دقيقة حول الأرقام بسبب التطور الكبير في الميتافيرس. ويمكن للعلامات التجارية تحقيق النجاح في هذا العالم على الرغم من احتمالية فشل بعض التوقعات والنماذج الاختبارية المبكرة، إذ لا يمكن لنا أن ننتظر لمدة عامًا أو عامين لإنجاز مهمة أو وضع استراتيجية واضحة أو حتى الانتظار لحين البدء باختبار فرضياتنا، لأننا بذلك سنكون قد تأخرنا كثيرًا عن الركب.
مينا الأغبند: ما هي المقاييس التي سيتم اعتمادها في هذه البيئة الجديدة كونها لن تقتصر على المقاييس التسويقية؟
كاثي هاكل: نتوقع ظهور مقاييس جديدة بلا شك، حيث كنا نعتمد سابقًا على عدد تفاعلات الإعجاب والمشاركة وعدد المشتركين، ولكن هذه المقاييس لا توضح الصورة بشكل كامل عندما يتعلق الأمر بالتجارب والمجتمعات الافتراضية، إذ لا يمكننا على سبيل المثال، الاعتماد على عدد المشاركين في قنوات منصة "ديسكورد"، لأنه من المُحتمل أن يكون نصفهم من الروبوتات.
ولرسم فكرةٍ واضحةٍ حول مقومات النجاح، ستمر معرفتنا بالمقاييس الواجب استخدامها بمراحل عديدة من التطور عبر كل نموذج تجريبي يتم طرحه، والتعرف على ما يتم اختباره والغاية المنشودة منه. مما يساعد على تعريف النجاح بشكل يتخطى الأرقام والإحصائيات.
مينا الأغبند: كيف يمكن لقادة الشركات التفريق بين الحقيقة والمبالغة، وأين تكمن الاستثمارات التي تضمن لهم الوصول إلى "الويب 3" خلال الأعوام العشرة المقبلة؟
كاثي هاكل: يمكنني الإقرار صراحةً بوجود بعض التهويل، فهنالك أشخاص يرغبون بمزاولة أنشطة معينة لمجرد أنها في عالم الميتافيرس أو تداول الرموز غير القابلة للاستبدال دون هدف محدد.
وأنصح جميع المسؤولين التنفيذيين بالمسارعة لاتخاذ ثلاث خطوات اليوم، أولها تثقيف أنفسهم حول أبرز المستجدات في العالم، وإتاحة الفرصة لكوادرهم وفرقهم للحصول على المعرفة اللازمة لتعزيز قدراتهم.
الخطوة الثانية أن يتحلوا بالرؤية الاستراتيجية ويفكروا مطولًا في تفاعلهم مع عالم الميتافيرس، وفي حال بدء أنشطتهم التسويقية فيه عليهم التريّث قليلًا ووضع استراتيجية شاملة.
وتتمثل الخطوة الثالثة في البحث داخل شركاتهم عن أفراد يتمتعون بالخبرات اللازمة اليوم للبدء بدراسة دخول عالم الميتافيرس وبناء الفرق المتخصصة، إذ ربما يجدون في الشركة نفسها فرقًا تمتلك خبرة طويلة في تطوير تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، وبوصفهم رائدين في هذا المجال يتقن هؤلاء كيفية فهم أبعاد المجسمات والمساحات ثلاثية الأبعاد وقد يكون بينهم أشخاص يمتلكون خبرة طويلة في عالم الأصول الرقمية، فأحيانًا يمتلك الأشخاص الأصغر سنًا أعلى مستويات الذكاء.
وإذا لم يجدوا غايتهم لدى موظفيهم يجب أن يفكروا في كيفية استقطاب الأشخاص المناسبين، لأن الطلب على أصحاب المواهب سيشهد تزايدًا غير مسبوق.
مينا الأغبند: ما الذي يقلقكِ حيال عالم الميتافيرس و"الويب 3" في ظل كل هذا الحماس الذي نشهده؟
كاثي هاكل: الخصوصية، أكثر ما يقلقني هو حماية البيانات والخصوصية والتحديات التي ربما تكون غير متوقعة مُطلقًا.
مينا الأغبند: ما مدى مسؤولية قادة الشركات في المساعدة على تطوير الميتافيرس ليكون عالمًا منصفًا وآمنًا ومستدامًا ويخدم المجتمع بالشكل الأمثل؟
كاثي هاكل: يتعين بدايةً التفكير في الخطوات التي يتخذونها في هذا الشأن والحرص على توسيع نطاق عمليات التوظيف وعدم التركيز على منطقة جغرافية واحدة فقط لتنويع المواهب لديهم، إذ ينبغي معرفة المهارات اللازمة بما يضمن تنويع المهارات في الفريق المتخصص بالميتافيرس.
ويتعين أيضًا إثبات وجودهم في هذا العالم، وهذا ما أحاول تطبيقه بنفسي لدعم النساء والأقليات والمجتمعات المهمشة، وتوعيتهم بأنهم جزء من هذا المستقبل وبوسعهم المساعدة في بنائه.
وأحمل شغفًا كبيرًا بتثقيف الجهات التنظيمية، حيث أقصد مبنى "كابيتول هيل" لمناقشتهم حول هذه التقنيات والإجابة على أسئلتهم ودعمهم للارتقاء بسوية معارفهم. ويساعدنا إجراء هذه المناقشات اليوم في تفادي بعض التحديات التي واجهتنا في مرحلة "الويب 2" وعدم تكرارها في "الويب 3".
ويتعين علينا أيضًا التمعن في تحيزاتنا الشخصية، وسأذكر لكم مثالًا على هذا الجانب؛ حيث كنت أتحدث في وزارة العمل الأمريكية حول روعة التقنيات الغامرة بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمون الكرسي المتحرك والتي تمنحهم فرصة المشي في عالم الميتافيرس، فقال أحد الحضور: "ماذا لو كان الكرسي المتحرك جزءًا من هويتهم التي اعتادوا عليها؟ لماذا يجب حرمانهم من الأشياء التي تشكل جزء من شخصيتهم الحقيقية أو جزء منهم؟" أدركت حينها أنني أرى الأمر من منظور متحيز ويتوجب علي تغييره. وينطبق هذا الأمر على كل شيء وبالأخص عند إنشاء عالم متكامل ورسم ملامح مستقبل الإنترنت.
ويتعين علينا أيضًا التمعن في تحيزاتنا الشخصية، وسأذكر لكم مثالًا على هذا الجانب؛ حيث كنت أتحدث في وزارة العمل الأمريكية حول روعة التقنيات الغامرة بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمون الكرسي المتحرك والتي تمنحهم فرصة المشي في عالم الميتافيرس، فقال أحد الحضور: "ماذا لو كان الكرسي المتحرك جزءًا من هويتهم التي اعتادوا عليها؟ لماذا يجب حرمانهم من الأشياء التي تشكل جزء من شخصيتهم الحقيقية أو جزء منهم؟" أدركت حينها أنني أرى الأمر من منظور متحيز ويتوجب علي تغييره. وينطبق هذا الأمر على كل شيء وبالأخص عند إنشاء عالم متكامل ورسم ملامح مستقبل الإنترنت.
مينا الأغبند: شكرًا جزيلًا "كاثي" على جهودك الدائمة لتعريفنا بالميتافيرس ومساعدة المستمعين على فهم الفرص المتاحة لهم للاستفادة من هذا العالم.
كاثي هاكل: يسرني وجودي معكم وأتطلع إلى رؤية الجميع في عالم الميتافيرس.
أت ذا إيدج، من إنتاج مجلس التكنولوجيا في ماكنزي. قدمتهُ "مينا الأغبند". يُمكنكم التواصل معنا عن طريق: McKinsey_Technology_Council@mckinsey.com.
تعبّر التعليقات والآراء الخاصة بالشخصيات التي يتم إجراء المقابلات معها عن أصحابها، وهي لا تقدم أو تعكس آراء، أو سياسات، أو وجهات نظر "ماكنزي آند كومباني" أو تحظى بتأييدها.