النتائج الرئيسية
- أشار ثمانية من كل عشرة رؤساء تنفيذيين شملهم الاستبيان إلى أن تأسيس مشاريع جديدة يندرج ضمن أهم خمس أولويات بالنسبة إليهم، على الرغم من التقلبات الاقتصادية المتزايدة في الآونة الأخيرة.
- أشار قادة الأعمال الذين شملهم الاستبيان إلى زيادة المشاريع الجديدة التي تطورها شركاتهم بنسبة 50% سنويًا بالمقارنة مع فترة عامين إلى خمسة أعوام الماضية.
- أفاد قادة الأعمال بأن كل دولار أمريكي من العائدات المتحققة من المشاريع الجديدة يولّد قيمة تزيد بمقدار الضعف بالمقارنة مع القيمة الناتجة عن المشاريع الأساسية.
- توقع 63% من قادة الأعمال المشاركين في الاستبيان إلى أن استثمارهم في تأسيس مشاريع جديدة سيزيد عن نسبة الـ 5% المخصصة لها من العائدات حاليًا.
- يتعين على المؤسسات زيادة معدلات تأسيس مشاريع جديدة لديها بنسبة تزيد عن الضعف لمواكبة تطلعات قادتها في زيادة نسبة مساهمة المشاريع الجديدة في العائدات إلى 29% بحلول عام 2027.
- أشارت نتائج الاستبيان إلى أن المشاريع الجديدة التي أسستها المؤسسات الكبرى تحقق حاليًا عائدات بقيمة 5 تريليونات دولار أمريكي، والتي يمكن زيادتها إلى 30 تريليون دولار أمريكي خلال خمسة أعوام (يُرجى مراجعة العمود الجانبي "تأسيس مشاريع جديدة والاقتصاد").
للمزيد من الرؤى والتقارير من ماكنزي باللغة العربية
شاهد مجموعة المقالات الخاصة بنا باللغة العربية، واشترك في النشرة الإخبارية العربية الشهرية
أجرينا على مدار الأعوام الثلاثة الماضية استبيانًا لمعرفة آراء المسؤولين التنفيذيين حول تأسيس مشاريع جديدة. ولمسنا من خلال الاستبيان تحولًا ملحوظًا في آرائهم حول هذا الموضوع، حيث عكست النتائج لعام 2020 توجهًا متناميًا لقادة الأعمال نحو وضع تأسيس المشاريع الجديدة في مقدمة أولوياتهم. وأظهرت نتائج الاستبيان خلال العام التالي أن تركيز قادة الأعمال ينصب على القيمة الاستراتيجية لجهود تأسيس مشاريع جديدة، بالإضافة إلى تحديد عوامل النجاح المحتملة. وتوصّل استبيان ماكنزي العالمي الأحدث حول تأسيس مشاريع جديدة إلى أن الأسواق أيضًا باتت تدرك قيمة المشاريع الجديدة.
وأوضح الاستبيان الأحدث، والذي شمل أكثر من ألف من قادة الأعمال في 27 دولةً، أن الشركات التي جعلت من تأسيس المشاريع أولويةً استراتيجيةً قصوى لها قد حققت نموًا أسرع بالمقارنة مع المؤسسات الأخرى خلال العام الحالي الذي شهد الكثير من التقلّبات الاقتصادية. وفي إطار سعيها لتوفير عائدات جديدة والاستحواذ على حصة أكبر من السوق، تعمل هذه الشركات على تطوير منتجات أو خدمات أو مشاريع جديدة تتطلب منها تطوير إمكانيات جديدة. وتمضي الشركات من خلال هذه الخطوات نحو تحقيق مكاسب إضافية في السوق، حيث بلغت قيمة عائدات المشاريع الجديدة ما يقارب ضعف عائدات المشاريع الأساسية للشركات.
وأفاد قادة الأعمال الذين شملهم الاستبيان بأن شركاتهم تستثمر حاليًا قسمًا كبيرًا من عائداتها في تأسيس مشاريع جديدة، إلى جانب عملها حاليًا على تأسيس عدد أكبر من المشاريع بالمقارنة مع الأعوام القليلة الماضية. ويتعين على الشركات - ولا سيما الشركات الكبرى التي لا تقل عائداتها عن مليار دولار أمريكي - المسارعة لزيادة عدد المشاريع التي تقوم بتأسيسها، إلى جانب توسيع نطاقها وزيادة معدلات نجاحها، حتى تتمكن من مواكبة تطلعات قادة الأعمال بشأن العائدات التي سيتم تحقيقها من المشاريع الجديدة التي يتم تأسيسها على مدى الأعوام الخمسة القادمة. وبيّنت نتائج الاستبيان توافر مجموعة واسعة من فرص المشاريع الجديدة أمام الشركات. كما يسلّط بحثنا الضوء على أفضل الممارسات التي تُميّز المشاريع الجديدة الناجحة عن المشاريع ذات الأداء الضعيف أو التي لا تمتلك القدرة على الاستمرار.
بقاء المشاريع الجديدة في مقدمة الأولويات رغم التقلّبات الاقتصادية المتزايدة: لا يزال تأسيس مشاريع جديدة في مقدمة أولويات قادة الأعمال، ولا سيما بالنسبة للرؤساء التنفيذيين، على الرغم من تراجع ترتيب تأسيس مشاريع جديدة ضمن قائمة أهم ثلاث أولويات منذ الاستبيان السابق. وأشار 46% من المشاركين في الاستبيان إلى أن تأسيس مشاريع جديدة يمثل واحدًا من أهم ثلاث أولويات استراتيجية في مؤسساتهم، بالمقارنة مع 57% من المشاركين في الاستبيان الذي أجري في العام الماضي. وعلى الرغم من ذلك، فإن حوالي 75% من المشاركين في الاستبيان الأحدث وضعوا تأسيس المشاريع في قائمة أهم خمس أولويات، بما ينسجم مع نتائج استبيان العام الماضي. وبالمقارنة مع قادة الأعمال الآخرين، أشارت نسبة أكبر من الرؤساء التنفيذيين في كلا الاستبيانين إلى أنهم يعتبرون تأسيس مشاريع جديدة كواحدة من أهم ثلاث أولويات، كما شهد العام الحالي زيادة في عدد الرؤساء التنفيذيين الذين يصنفون هذا المجال ضمن أهم خمس أولويات. ويعكس عدد المشاريع الجديدة التي يتم تطويرها أولويات الشركات بشكل واضح، حيث نوّه المشاركون في الاستبيان إلى قيام شركاتهم حاليًا ببناء 1.5 عمل جديد وسطيًا في كل عام، بالمقارنة مع عمل جديد واحد سنويًا خلال الفترة من عامين إلى خمسة أعوام الماضية.
تأسيس مشاريع جديدة والأداء المالي المتفوق: أشارت نتائج الاستبيان إلى أن الشركات التي تضع تأسيس مشاريع جديدة ضمن قائمة أهم ثلاث أولويات استراتيجية لها تسجّل نموًا أسرع بالمقارنة مع الشركات الأخرى، حتى عند حدوث الصدمات الاقتصادية. كما أشار أكثر من ضعف المشاركين في الاستبيان من هذه الشركات إلى تحقيق نمو يزيد على 10% بالمقارنة مع معدلات السوق. ويشكل هذا الأداء المتفوق في نمو العائدات إحدى السمات الأساسية التي شهدناها تاريخيًا لدى الشركات المرنة.
القيمة التي توفرها المشاريع الجديدة: بيّنت نتائج الاستبيان أن المؤسسات التي تقوم ببناء مشاريع جديدة تتجه بخطى ثابتة نحو تحقيق النمو والارتقاء بمستوى تقييماتها. وأوضحت نتائج الاستبيان أن قيمة عائدات المشاريع الجديدة بلغت حوالي ضعف عائدات المشاريع الأساسية للشركات. وأفاد المشاركون في الاستبيان بأن المشاريع الجديدة التي تم تأسيسها خلال الأعوام الخمسة الماضية أسهمت بنسبة 12% في عائدات شركاتهم، وشكلت 21% من قيمة تلك الشركات. وتنطبق هذه النتائج على نطاق واسع في القطاعات ذات المستويات المتباينة من النضج الرقمي.
الاستثمارات في تأسيس مشاريع جديدة تمضي بقوة، مع التوقعات باستمرارها بزخم أكبر: تدرك الشركات أن تأسيس مشاريع جديدة يتطلب استثمارات كبيرة. وأشار قادة الأعمال المشاركون في الاستبيان إلى أن شركاتهم تستثمر حوالي 5% وسطيًا من عائداتها في تأسيس مشاريع جديدة. ولوحظت النسبة الأكبر من هذه الاستثمارات في القطاعات المتقدمة وقطاعات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات. وتوقع معظم المشاركين (63%) بأن تقوم شركاتهم بزيادة استثماراتها في تأسيس المشاريع على مدى الأشهر الـ 12 القادمة.
الحاجة إلى زيادة أنشطة تأسيس المشاريع: يتعين على الشركات زيادة أنشطتها الخاصة بتأسيس مشاريع جديدة، وتوسيع نطاقها وتعزيز معدلات نجاحها، بهدف مواكبة تطلعات قادة الأعمال المتعلقة بزيادة مساهمة المشاريع الجديدة في عائدات شركاتهم. وأشار المشاركون في الاستبيان إلى أنهم يتوقعون بأن تسهم المشاريع الجديدة التي تطورها مؤسساتهم على مدى الأعوام الخمسة القادمة بنسبة 29% من إجمالي عائداتها، أي ما يمثل زيادة بواقع 2.4 ضعفًا في العائدات التي تحققها المشاريع الجديدة التي أُطلقت خلال الأعوام الخمسة الماضية. وعلى فرض أن المعدل الوسطي لنجاح المشاريع الجديدة سيبقى ثابتًا، ستحتاج المؤسسات إلى زيادة عدد المشاريع الجديدة التي تطورها سنويًا بأكثر من الضعف، أي من 1.5 عمل جديد في اليوم إلى 3.5 عمل جديد سنويًا، لمواكبة التطلعات المتعلقة بالعائدات. ويتوجب على المشاركين من قادة الشركات التي تزيد عائداتها السنوية على مليار دولار أمريكي التركيز على تحقيق أهداف أكبر، حيث ينبغي أن يزداد عدد المشاريع الجديدة التي يحتاجونها لمواكبة تطلعاتهم الخاصة بالعائدات (والهادفة إلى أن تسهم المشاريع الجديدة التي يتم تطويرها خلال الأعوام الخمسة القادمة بنسبة 27% من العائدات) من حوالي 1.5 عمل جديد سنويًا إلى حوالي سبعة مشاريع جديدة سنويًا على مدى الأعوام الخمسة القادمة.
المرحلة التالية من تأسيس مشاريع جديدة: أشارت توقعات المشاركين في الاستبيان إلى إمكانية تأسيس أنواع كثيرة من المشاريع الجديدة خلال الأعوام الخمسة القادمة. وتوقع معظم المشاركين أن تقوم مؤسساتهم ببناء منصات البيانات والتحليلات والمشاريع المتخصصة بقطاع التجارة الرقمية، وتوزعت إجاباتهم بشكل متساوٍ تقريبًا بين أنواع المشاريع السبعة التي أوردناها في الاستبيان. وعلى الرغم من ذلك، ثمة اختلافات كبيرة بين القطاعات. فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن تركز شركات الطاقة والمواد على المشاريع الموجهة نحو الاستدامة البيئية، في حين يرجّح المشاركون من العاملين في قطاع السلع الاستهلاكية وتجارة التجزئة والخدمات المالية بأن تقوم شركاتهم بتطوير مشاريع التجزئة الرقمية.
اهتمام متنامٍ بتأسيس المشاريع الخضراء: بيّنت نتائج الاستبيان أن الشركات تركّز حاليًا على تأسيس المزيد من المشاريع الموجهة نحو الاستدامة البيئية بالمقارنة مع الأعوام الخمسة الماضية، وأشار 29% من المشاركين في الاستبيان إلى أن شركاتهم ستقوم بتأسيس مشاريع تركز على الاستدامة خلال الأعوام الخمسة القادمة. وتوقع معظم المشاركين أن توفر تلك المشاريع خدمات مستدامة غير مادية، مثل مراقبة سلاسل التوريد أو خدمات التمويل الخضراء؛ أو تقديم منتجات أو مواد مستدامة، مثل خلايا الطاقة الشمسية أو البطاريات. وحقق قطاعا الطاقة والمواد التوزيع الأكثر تساويًا بين أنواع المشاريع الخضراء الجديدة وفقًا لتوقعات المشاركين في الاستبيان. كما توقع المشاركون في الاستبيان، ممن يعملون في مجالات السفر والخدمات اللوجستية والبنية التحتية، أن تركز معظم مشاريعهم الخضراء الجديدة على الخدمات غير المادية أو البنية التحتيّة المستدامة، بينما انصب التركيز في قطاعي السلع الاستهلاكية وتجارة التجزئة على الخدمات والمنتجات المادية.
التقنيات الرائدة التي ستتيح إمكانية تأسيس مشاريع جديدة: أشارت توقعات أكثر من نصف المشاركين في الاستبيان إلى أنهم سيحتاجون إلى دمج الذكاء الاصطناعي في مشاريعهم الجديدة لتحقيق القيمة المنشودة منها؛ بينما أشار 35% إلى دمج تقنيات إنترنت الأشياء لتحقيق ذات الهدف. وتحظى التقنيات التي أشارت إليها مجموعة أصغر من المشاركين في الاستبيان باهتمام كبير في قطاعات محددة. وعلى سبيل المثال، أشار المشاركون العاملون في القطاعات المتطورة عادةً إلى أهمية التقنيات المادية، مثل الروبوتات وتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تقنيات الواقع المعزز أو الافتراضي باعتبارها من أهم المتطلبات؛ بينما يولي المتخصصون في مجالات السفر والخدمات اللوجستية والبنية التحية أهمية كبيرة للواقع المعزز والافتراضي بالمقارنة مع غيرهم في معظم القطاعات الأخرى.
مصادر تمويل المشاريع الجديدة: يشكل التمويل الداخلي مصدر التمويل الأكثر انتشارًا لتأسيس مشاريع جديدة، مع وجود اختلافات طفيفة بين الميزانيات المقدّرة من قبل الرؤساء التنفيذيين وميزانيات وحدات المشاريع والميزانيات الوظيفية. ونشهد أيضًا استخدام مصادر خارجية للتمويل، مثل استثمارات رأس المال الجريء وشركات الملكية الخاصة، بالإضافة إلى المنح المالية. وأشارت نتائج الاستبيان إلى أن المشاريع الجديدة الناجحة - أي المشاريع التي أشار المشاركون إلى نجاحها بمواكبة أو تجاوز التطلعات المتعلقة بالتوسع أو النمو - ستتلقى تمويلات خارجية أكثر من المشاريع الأخرى. وتتمثل منافع التمويل الخارجي في قدرته على دعم نفسه، إذ يسهل الحصول على التمويل الخارجي عند ظهور مؤشرات النجاح على المشاريع، ويُستخدم هذا التمويل في نفس الوقت على تحقيق منافع تشغيلية. ويمكن لشركات رأس المال الاستثماري أيضًا التشجيع على مستويات أعلى من الانضباط، والكفاءة في توزيع الموارد، وصولًا إلى إمكانية تحقيق استقلالية أكبر عن مشاريعها الأساسية.
أفضل الممارسات الخاصة بالمشاريع الجديدة الناجحة: يمكن للمؤسسات التي تسعى لتطوير مشاريع جديدة واسعة النطاق الاستفادة من الممارسات المتبعة من قبل الشركات التي نجحت بتأسيس المشاريع، بالإضافة إلى زيادة استثماراتها في هذا المجال. وأشارت نتائج الاستبيان إلى أن هذه المشاريع الجديدة الناجحة تميل بشكل أكبر نحو اتخاذ قرارات مدعومة بالبيانات، وامتلاك استراتيجية فاعلة لاستقطاب العملاء على نطاق واسع. كما تحصل هذه المشاريع على موارد كافية من مؤسساتها الأم، فضلًا عن اتباع عمليات قياسية واضحة لتحقيق التوسع والنمو.
أشار قادة المشاريع إلى أن الأسواق باتت تدرك أهمية تأسيس مشاريع جديدة، بينما يعكس حجم الاستثمارات في هذا المجال قدرة المؤسسات الأم على قيادة الموجة التالية من الابتكار وإحداث نقلة نوعية في القطاعات التي تعمل فيها. ولكن يتعين على الشركات بالمقابل البدء بتأسيس الكثير من المشاريع الجديدة بالمقارنة مع تلك التي طورتها حتى الآن، فضلًا عن المسارعة إلى اتخاذ هذه الخطوة وتوظيف المزيد من الاستثمارات، حتى تتمكن من مواكبة تطلعاتها الخاصة بالأعوام القادمة. ولن يكون العمل بذات الوتيرة الحالية كافيًا بالنسبة لهذه الشركات. ويمكن للشركات تحسين قدرتها على توسيع نطاق المشاريع الجديدة، ونتوقع بناءً على أبحاثنا السابقة أنه كلما زاد عدد المشاريع الجديدة التي تطورها الشركات، كلما أتقنت تلك الشركات عملية تطويرها. وسيسهم تطوير هذه الإمكانيات المهمة بمرور الزمن في دعم تقييمات الشركات وتعزيز قدرتها على الاستمرار.