وفر لي عملي لدى شركة ماكنزي، ولا سيما في مجال القطاع العام، فرصة للتعامل مع عدد من الجهات الحكومية رفيعة المستوى، وتقديم الخدمات الاستشارية حول قضايا ومواضيع ذات صلة بعمليات التحول التي لها تأثير حقيقي في إعادة تشكيل مسار الدول وتغيير حياة المواطنين نحو الأفضل.
كنت خلال سنوات دراستي في الجامعة أعتقد أن مهنة الاستشارات هي مهنة لا تناسبني. ويعود ذلك إلى أنني كنت قد كونت فكرة ليست إيجابية عن هذه المهنة، ولذلك عندما جاء ممثلون من شركة ماكنزي لزيارة الجامعة، لم أذهب لحضور عرضهم التقديمي عن الشركة. ولكن صديقًا لي ممن حضروا العرض أقنعني بالحضور إلى الجلسة الحوارية اللاحقة للعرض فقط لأن ماكنزي سوف تقدم بوفيه مميز من الأطباق الشهية، وكان ذلك بالنسبة لي سببًا مشجعًا آنذاك، إذ لم يكن يتوفر طعام عالي الجودة في الجامعة. وخلال إحدى الحوارات، قام أحد الشركاء بوصف أعمال الشركة وكيف تساعد في حماية الأفراد وإنقاذ حياة العديد من الناس عبر توفير خدمات طوارئ مختلفة في المستشفيات. وبالفعل، جذب هذا الحديث اهتمامي، وبدا لي العمل لدى ماكنزي وكأنه مهنة ذات مغزى وأهداف كبيرة. عندها قررت أن شركة ماكنزي هي بالفعل المكان المناسب لي. وخلال العام والنصف التاليين لتلك الجلسة، ركزت بشكل كبير على دراسة المواد الأكاديمية والالتحاق بالدورات التدريبية المناسبة التي تؤهلني للعمل في ماكنزي.