صنفت الأمم المتحدة أكثر من 59 مليون شخص في العالم على أنهم ”نازحين قسريًا“ وهو الرقم الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية. وقد أدى النزاع في سوريا وحدها إلى تشريد ما لا يقل عن 11 مليون شخص، لجأ نحو 4 ملايين منهم إلى خارج البلاد.
وبناءً على ذلك، تعمل شركة ماكنزي على دعم استجابات الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية في شتى أنحاء العالم من أجل التصدي لهذه الأزمة. وقد علق خالد الرفاعي، الشريك في مكتب ماكنزي في نيويورك، وهو ألماني المولد من أصول سورية ويتولى تنسيق أعمالنا حول المشاريع الخاصة باللاجئين، على ذلك قائلًا: ” إن هذه الهجرة الجماعية ليست مجرد خبر ينشر في الصحف والمجلات، بل هي ظاهرة عالمية ستكون لها آثارًا دائمة على المجتمعات“ .
ما إن بدأ حجم الأزمة في سوريا يتضح، حتى عكف ماركوس غستوتنر، المستشار في مكتب ماكنزي في لندن، على البحث عن سُبلٍ يمكن لشركة ماكنزي أن تساعد من خلالها في التصدي لهذه المشكلة. يقول ماركوس غستوتنر: ” بعد أن قمنا بعدة زيارات إلى المنطقة وأجرينا عدد من البحوث الشاملة، أصبح واضحًا لنا أن توفير فرص التعليم للأطفال اللاجئين هي القضية التي يمكننا فيها الاستفادة من نقاط خبرتنا ومعرفتنا كمؤسسة لتلبية احتياجات اللاجئين على أرض الواقع“ .
يترأس ماركوس غستوتنر حاليًا فريقًا يضم متطوعين من شركة ماكنزي لتنفيذ مشروع يهدف إلى توفير الخدمات التعليمية إلى عدد من الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان والبالغ عددهم 500 ألف لاجئ. يعمل الفريق، الذي يضم زملاء سوريين ولبنانيين، بالشراكة مع منظمة لتقديم الخدمات التعليمية هي أكاديميات بريدج الدولية ومنظمتين محليتين غير ربحيتين هما بسمة وزيتونة ومؤسسة فيتول- الذراع غير الربحية لشركة الطاقة الهولندية. وقد تمكنت المجموعة، بالتعاون معًا، من تطوير منهاج تعليمي مصمم خصيصًا بحيث يدرسه المعلمون للطلاب بالاستعانة بأجهزة لوحية جيدة الصنع ومنخفضة التكلفة.
Video
يعرض مقطع الفيديو أعلاه تفاصيل برنامج للتعليم الابتدائي يجري العمل به حاليًا في لبنان. يقدم البرنامج منهاجًا مرنًا يتم تقديمه من خلال الأجهزة المحمولة وعمليةً تهدف إلى تطوير مهارات التدريس بأسرع وقت ممكن.
قال ماركوس: ” ببساطة، لا يوجد عدد كافٍ من المعلمين لتوفير التعليم التقليدي لهذا العدد الهائل من الأطفال. أما منصة بريدج، فيمكن استخدامها من قبل المتطوعين الغير مؤهلين للتدريس للاستفادة منها في تعليم الطلاب ؛ إذ أنها توفر بنيةً ومحتوى تعليمي، حتى أنها توفر نصوصًا مكتوبة جاهزة للدروس“ .
على صعيد آخر لا يقل أهمية، فإننا في شركة ماكنزي نتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والحكومة البريطانية وعدة جهات أخرى لتحفيز التنمية الاقتصادية في المنطقة. كذلك، فقد ترأسنا اجتماعًا لقادة الأعمال العالميين برعاية رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وجلالة الملكة رانيا ملكة الأردن ضمن فعاليات الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي أٌقيم في دافوس في يناير الماضي. وقد مهد عملنا الطريق لعقد مؤتمر للجهات المانحة في فبراير الماضي في لندن أثمر عن تعهدات نقدية فاقت قيمتها 10 مليار دولار- وهو أكبر مبلغ تم التعهد به في يوم واحد على الإطلاق.
وبطبيعة الحال، فإن تأثير الأزمة السورية قد بدأ يخلّف بصمته خارج المنطقة أيضًا؛ إذ تواجه الدول الأوروبية صعوبات في التعامل مع مئات الآلاف من المهاجرين الذين يسعون للحصول على اللجوء من الحرب أو الحصول على فرصة أفضل للحياة.. و من ثم، تتعاون فرق شركة ماكنزي مع الهيئات الحكومية الفيدرالية والإقليمية لرفع قدرتها على الاستجابة لهذه الأزمة.
فكما جاء على لسان كالي بنغتسون، الشريك في مكتب ماكنزي في ستوكهولم وقائد أعمالنا المتخصصة في القطاع العام في أوروبا الغربية: ”مهمتنا هي خدمة عملائنا فيما يتعلق بالتعامل مع التحديات الصعبة التي تواجههم. وبالنسبة للعديد من الحكومات الأوروبية، لا توجد في الوقت الراهن قضية أكبر من تحقيق التوازن بين الاحتياجات الإنسانية العاجلة والحاجة إلى دمج اللاجئين والمهاجرين في المجتمع“ .